لاشك اننا نفقد كميات هائلة من مياه الشرب نتيجة غياب الثقافة التي تدرك أهمية المياه وخاصة في ظل الظروف التي نعيشها حالياً ومع الزيادة السكانية الرهيبة كل عام. ومن هنا جاء اهتمام جمعية "المتحابين في الله" التي نظمت ندوة بالجيزة تستهدف في توعية السيدات للحفاظ علي مياه النيل .. بالاضافة إلي تنظيمها دورات لتدريب السيدات علي السباكة! تقول الدكتورة ناهد الدفراوي - رئيس لجمعية المتحابين في الله ان حصة مصر للمياه ثابتة منذ أوائل القرن الماضي وتبلغ 55.5 مليار متر مكعب ورغم الزيادة السكانية الرهيبة التي حدثت في السنين الماضية لم تزد هذه الحصة فأصبحنا نعاني من الفقر المائي وبالتالي أصبحت الحاجة ملحة لمنع اهدار المياه وخاصة في منازلنا نتيجة وجود أعطال تؤدي إلي ضياع كميات كبيرة من مياه الشرب. أضافت ان دورات التدريب التي تنظم للسيدات تبدأ بترديد قسم يقول "اقسم بالله بعدم القاء القمامة في نهر النيل وان أحفظه للأجيال القادمة وأقسم بالله الا اكون مسرفاً في استخدام مياهي وانصح غيري بعدم الاسراف. أشارت الي ان الغرض من ورش العمل هو تدريب السيدات علي كيفية اصلاح الحنفيات والأحواض داخل منازلهم حتي لاتضيع نقطة مياه واحدة. واتفقت معها المهندسة وفاء عبدالفتاح - مدير عام التعليم بمحافظة الجيزة مؤكدة: علي أهمية هذه الدورات ورفع وعي السيدات بأهمية الحفاظ علي مياه الشرب وعدم اهدارها خاصة ان نسبه الفاقد في المياه تصل الي 35% نتيجة الاسراف في استخدامها. أشارت الي ان السيدة يمكنها اصلاح حنفية المياه من خلال تركيب جلده وقلب للحنفية لا تتكلف اكثر من 4 جنيهات فقط بدلاً من البحث عن سباك يحصل علي ما لا يقل عن 20 و25 جنيها. التقينا عددا من السيدات اللاتي شاركن في ورش العمل. تقول مني شعبان - ربة منزل كنت أتردد علي الجمعية لحفظ القرآن والسنة وعلمت انه يتم تنظيم دورات لترشيد مياه الشرب فالتحقت علي الفور مع بناتي الخمس وتدربنا علي كيفية اصلاح أعطال الحنفيات بدلاً من اللجوء للسباك وأصبحت أقوم بنفسي بإصلاح الحنفية بقيامي أولاً بغلق محابس المياه ثم افتح الحنفية وأخرج منها "الجلدة" التالفة وأركب لها جلدة سليمة. تقول سميحة متولي - ربة منزل كنت الجأ الي السباك في حالة وجود أي عرض وكان يحضر لي بعد الحاح ومعاناة ثم يتقاضي ما بين 30 إلي 40 جنيها واذا حدث عطل في خلاط المياه فانه يتقاضي 100 جنيه .. ولكن من خلال هذه الدورة تعلمت الكثير وتعرفت كيفية اصلاح هذه الأعطال. وتقول سعدة عبدالعظيم - ربة منزل تعلمت من خلال الدورة التدريبية ان احافظ علي نقطة المياه سواء عند غسيل الملابس أو اعداد الأطعمة وغسل الخضروات بدلاً من اهدار المياه علي بلاعات الصرف. فواتير نار وتقول فوزية فاروق - ربة منزل زوجي متوفي وترك لي 4 أبناء في مراحل التعليم المختلفة لذلك تدربت علي أشياء كثيرة مثل الحياكة وعمل الاكسسوارات البسيطة وأنا في طريقي لعمل مشروع صغير من خلال الجمعية وعندما سمعت عند دورة التدريب علي أعمال السباكة شاركت فيها علي الفور لوقف اهدار المياه خاصة ان فواتير المياه الآن أصبحت نار ولابد من الترشيد حتي لاندفع مبالغ مالية كبيرة لاتقدر عليها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. ويضيف نعمات عبدالغني - ربة منزل : تعلمنا كيف نرشد استهلاك المياه بدلاً من اهدارها علي بالوعات الصرف وكل ما تعلمناه أصبحنا نقوم بشرحه للجيران والأصدقاء فهذه المبادرة طيبة .. ولكن لابد ان التوعية تصل الي أصحاب المقاهي والمحلات الذين يهدرون المياه بكثافة بسبب الرش في الشوارع دون وعي بأهمية نقطة المياه وخاصة واننا نعاني من بناء سد النهضة وتأثيرة علي حصة مصر من المياه!!