في مؤتمره الصحفي الأخير أعلن الإعلامي عبدالرحيم علي تدشين "قناة الصندوق الأوسد" وإطلاقها يوم 6 أكتوبر القادم بتمويل رجال أعمال مصريين وعرب وسيتم إهداؤها لمصر.. وتستهدف القناة كشف الحقائق ومحاربة الفساد والطابور الخامس. وتجدر الإشارة هنا إلي أن عبدالرحيم علي كان يقدم برنامج "الصندوق الأسود" علي قناة القاهرة والناس.. وتضمن البرنامج بالأساس إذاعة تسجيلات للمكالمات الهاتفية لبعض الشخصيات والأسماء التي برزت في ثورة 25 يناير وما بعدها.. وأثارت هذه التسجيلات ضجة واسعة كما أثارت تساؤلات عن الجهة التي قامت بالتسجيل وأعطت هذا التسجيل لعبدالرحيم.. وعما إذا كانت قد حصلت علي تصريح من النيابة لذلك أم لا.. وتساؤلات أخري عن مدي قانونية إذاعة هذه التسجيلات حتي ولو كانت قد تمت بشكل قانوني. وأثناء إذاعة إحدي الحلقات التي تضمنت تسجيلاً لرجل الأعمال نجيب ساويرس اتصل صاحب القناة بعبدالرحيم علي الهواء وأوقف البرنامج.. تم فسخ عقده وأخرجه من القناة. وهكذا.. فإن القناة الجديدة التي يبشر بها الأخ عبدالرحيم علي ليست أكثر من تطور وتوسيع لدور برنامجه في إذاعة التسجيلات.. وطبقاً لما نشرته "الجمهورية" يوم الأحد الماضي من وقائع المؤتمر الصحفي فإن عبدالرحيم أراد أن يرد الصاع صاعين لصاحب قناة القاهرة والناس وأيضاً لنجيب ساويرس الذي اتهمه بالتخطيط للاستحواذ علي 200 مقعد في البرلمان القادم ليكرر مأساة أحمد عز في الحزب الوطني وخيرت الشاطر في حكم الإخوان.. وبالتالي فإن البرنامج سيصبح قناة.. والمعركة سياسية وليست طائفية.. وما حدث من رئيس قناة القاهرة والناس علي الهواء جريمة بكل المقاييس لا تغتفر. وبصرف النظر عن رأينا في طبيعة المعركة وأطرافها فإن في الموضوع نقاطاً جديرة بالمناقشة علي النحو التالي: * إذا كان هناك مسوغ قانوني لتسجيل المكالمات الهاتفية لبعض الناس فهل هناك مسوغ قانوني لإذاعة تسجيلات هذه المكالمات الهاتفية من خلال أجهزة الإعلام؟!.. ولماذا يختص بها الأخ عبدالرحيم وحده؟!.. ولماذا لم يذهب بها إلي النائب العام إذا ما كانت هذه التسجيلات تنطوي علي جريمة.. وبالذات جريمة خيانة الوطن؟! * إذا كان برنامج "الصندوق الأسود" قد أثار ضجة بسبب المكالمات الهاتفية فهل من المعقول أن يتحول البرنامج إلي قناة؟!.. ومن سيعطي التصريح لهذه القناة؟!.. وإذا ما أطلقت القناة التي يمولها رجال أعمال عرب ومصريون ألا يعد ذلك خلطاً بين المال والسياسة؟!.. وما معني أن رجال الأعمال سيهدون القناة لمصر.. أي مصر يقصد وأي الجهات في مصر ستحصل علي هذه الهدية؟! * إذا كان ساويرس يخطط ويستهدف الاستحواذ علي 200 مقعد في البرلمان القادم فما العيب في ذلك؟!.. ولماذا لا يخطط المنافسون للاستحواذ علي 300 مقعد؟! الحقيقة أن الانتخابات من المفروض أن تكون منافسة شريفة وفي المنافسة يجوز التخطيط والاستهداف ولكن كيف يتم ذلك؟!.. وكيف يتم إجراء الانتخابات بضمانات النزاهة الكاملة؟!.. وإلي متي سيكون هناك دائماً وصي علي الشعب. رفقاً بعقولنا أيها الإعلاميون يرحمكم الله.