انتهي الحلم.. توقفت أنفاس بطل أبطال أفريقيا.. وسقط صريعاً في الساحة الأفريقية التي كان "أسدها" المتوج علي عرشها.. إذ لم يقو علي مجرد الاستمرار في تصفيات كأس الأمم لتكون النهاية المحزنة للجيل الحالي. وتنتهي حدوتة "الشاطر حسن شحاتة". فأحفاد الفراعنة خذلونا وتعادلوا مع "أولاد" جنوب أفريقيا بدون أهداف. ليتوقف رصيد مصر عند نقطتين فقط من أربع مباريات. في حين صار لجنوب أفريقيا 8 نقاط. وأصبحت المرشح الأول والأقوي للوصول إلي النهائيات في غينيا بيساو والجابون .2012 أسوأ مباراة المثير في المباراة أن منتخبنا الوطني الذي كان يلعب علي أرضه وبين جماهيره المتحمسة أدي أسوأ مبارياته علي الاطلاق في سنواته الأخيرة. وكان منتخب البافانا بكل صراحة هو الأفضل بكثير. وكاد يخرج فائزاً بالمباراة بأكثر من هدف. وكان يمكنه التسجيل في أي وقت من كثرة أخطاء لاعبينا. وحتي في الوقت بدلاً من الضائع. ضاعت منه فرصة ذهبية ولولا ستر الله وتألق الحضري لانتهت المباراة بخسارة مذلة!! ودون محاباة أو مواراة.. المنتخب لا يستحق أبداً الفوز بالمباراة بأدائه الباهت. ومستوي لاعبيه المتواضع. وجمود جهازه الفني الذي أفلس تماماً. ولم يجدد أفكاره. أسباب الخيبة وهذا التعادل السلبي.. القاتل.. له أسبابه.. منها الأداء التكتيكي الضعيف دفاعاً وهجوماً. حيث فشل "المعلم" في السيطرة علي أداء لاعبيه. فمنذ الوهلة الأولي ظهر أن الظهيرين سيد معوض وأحمد المحمدي في أسوأ حالاتهما. ورغم ذلك بقي الاثنان من البداية وحتي النهاية. ليفتقد المنتخب ميزة اللعب بالأجنحة. وكانت هناك بدائل جاهزة للعب منها أحمد سمير فرج وكان جديراً بأن يحصل علي فرصة للعب. وفي خط الوسط كان حسني عبدربه وفتحي بعيدين عن مستواهما وكانت مساندتهما الهجومية متواضعة للغاية. ولعب أحمد عبدالظاهر مع محمد زيدان في خط الهجوم وظهرا وكأنهما غريبان بتحركاتهما المعاكسة وعدم التفاهم الواضح بدليل أن التمرير بينهما كان شبه منعدم. روَّح يا شحاتة ومن هنا كان طبيعياً أن فريقاً بهذا الضعف التكتيكي وبسوء حال لاعبيه يفشل في الفوز علي منتخب جنوب أفريقيا الذي ظهر منظماً وأكثر تماسكاً ومتجانساً. وقد خرج جمهور مصر العظيم من استاد الكلية الحربية وهو متأسف علي هذا الأداء المتواضع. وطلب من حسن شحاتة صراحة بأن "يروح" وكفاية عليه إلي هذا الحد. شوط متواضع وعن سير المباراة جاء الشوط الأول متواضعاً. إذ لم يظهر خلاله أحفاد الفراعنة بالمستوي المأمول. وكانت الخطوط متباعدة. والجمل التكتيكية نادرة. ورغم الاستحواذ علي الكرة أغلب أوقات هذا الشوط إلا أن أولاد جنوب أفريقيا كانوا الأخطر ووصلوا إلي مرمي مصر ثلاث مرات. كادت تسفر كل منها عن هدف لولا تألق السد العالي "عصام الحضري" الذي يعد بحق هو نجم هذا الشوط. وجاء مستوي لاعبي مصر أقل من المتوقع لوجود خلل في التحركات الجماعية للخطوط الثلاثة إذ كان الضعف واضحاً علي الجانبين. لقلة ظهور سيد معوض وأحمد المحمدي حيث غابا عن اللعب حتي ما قبل نهاية الشوط بدقائق قليلة. وعندما تحركا ظهرت خطورة مصر. ووصلت إلي مرمي جنوب أفريقيا. وكاد المحمدي أن يحرز هدفاً في الدقيقة 45 من كرة جاءته من سيد معوض وهي الهجمة المنظمة المتقنة الوحيدة لمصر خلال الشوط. في ماعدا ذلك كانت بعض الخطورة تظهر عندما تكون الكرة بين قدمي شيكابالا الذي كان أنشط لاعبي الميدان. ومرر كرات عدة إلي أحمد عبدالظاهر الذي كانت تحركاته العرضية والطولية أفضل كثيراً من زميله محمد زيدان المتحمس دون إنتاج أو خطورة حقيقية علي مرمي جنوب أفريقيا. بداية حماسية وكانت المباراة قد انطلقت حماسية من جانب لاعبي مصر. وأسفر الضغط المصري المبكر عن ركنيتين وركلة حرة مباشرة لم تستغل. ومرت 34 دقيقة لتشهد بعدها المباراة أول جملة تكتيكية بين شيكابالا والمحمدي لتصل الكرة إلي الأخير وسدد برأسه فوق العارضة. ثم أنفرد رقم 9 بالحضري بعد خطف الكرة من فتح الله وراوغ غالي ولكن السد العالي وقف بالمرصاد لهذه الهجمة. تحسن نسبي يتحسن الأداء نسبياً مع بداية الشوط الثاني لشعور اللاعبين بالخطر. ولذلك كان اللعب أسرع. ونشط شيكا وفتحي وعبدربه في وسط الملعب. وشاركهم النشاط جدو الذي لعب بدلاً من محمد زيدان في الدقيقة 58 ولكن الفردية كانت هي السمة الغالبة علي أداء الجميع. وكانت أجمل تسديد من أحمد فتحي المنطلق في عمق دفاع جنوب أفريقيا في الدقيقة 15. إذ تسلم الكرة طولية من جمعة فسدد قذيفة حولها الحارس إلي ركنية. ووسط الهجوم المكثف أنقذ فتح الله مرماه من هدف محقق بعد انفراد مورجن ومراوغته للحضري "61". واضطر المعلم شحاتة لإجراء تغيير وأشرك أحمد علي بدلاً من شيكابالا المصاب "66". وقاد جدو هجمة من جهة اليسار ومرر عرضية مرت من أحمد علي ثم عبدالظاهر علي حافة الست ياردات "70". وكاد جدو أن يحرز هدفاً من كرة جاءته من ركنية رفعها المحمدي أنقض عليها برأسه ولكنها ضلت طريقها إلي المرمي "73". واشترك عمرو السولية مكان فتح الله "78" في محاولة للسيطرة علي خط الوسط بوجود خمسة في منطقة المناورات. ووقع الحضري في خطأ فادح عندما قطعت منه كرة خارج منطقة مرماه. ولحسن الحظ سدد الكرة مفيلا فوق العارضة "83". ويحاول المجتهد جدو انتزاع ركلة جزاء من انطلاقة من جهة اليسار رفض الحكم التونسي الاعتراف بها ووجه إليه إنذاراً لادعائه العرقلة "87". ولكن في الدقيقة 95 توقفت الأنفاس تماماً عند كل المصريين وهم يرون مفيلا ينفرد بالحضري من منتصف الملعب واستطاع السد العالي التصدي للهجمة ببراعة. لتنتهي المباراة سلبية وسط فرحة أولاد جنوب أفريقيا.