في رسالة من ايمان عبدالخالق بعين شمس القاهرة تشكو من معاناة طفلها 9 سنوات من نوبات صداع متكررة فشلت معها كل محاولات التشخيص خاصة بعد فحصه طبيا والتأكد من خلوه من أمراض السكر والعين والاسهال أو الامساك وكذلك الانيميا الي حد حصولها علي صورة للمخ بالأشعة العادية فلم تظهر أية أورام تطلب ايمان استشارة "علي طريق الشفا" لجراح مخ وأعصاب عليها تستدل منه علي التشخيص السليم والعلاج الشافي لابنها. عرضنا حالتها علي دكتور حازم عبدالبديع أستاذ جراحات المخ والاعصاب بكلية طب قصر العيني فأكد أن للصداع أكثر من 600 سبب ليس شرطا ان يكون احد هذه الأسباب مرتبطا بالمخ فأمراض العيون. السكر. ارتفاع وانخفاض الضغط. آلام الأسنان. الاسهال. الامساك. الانيميا وأكثرها شيوعا صداع الاجهاد. اضاف انه من حالة هذا الطفل نستطيع ان نستبعد أغلب الاحتمالات غير المرتبطة بالمخ حسب فحص الطفل لذلك لابد من اجراء أشعة بالرنين المغناطيسي علي المخ للتأكد من خلوه من أية أورام لا قدر الله وفي حالة التأكد من ذلك حسب توضيح الأشعة العادية سابقا يتجه التشخيص للصداع النصفي والذي تسبقه مقدمات محددة يستطيع البالغ الشعور بها قبل اصابته بنوبة الصداع النصفي ولكن نظرا لكون المريض هنا طفلا فهذا يستلزم يقظة من الأم لتعيننا علي التشخيص بتحديدها للأعراض التي يشعر بها طفلها قبل وأثناء وبعد اصابته بنوبة الصداع وما يجعلنا نتيجة أكثر للصداع النصفي هو مفاجأته للطفل أثناء تواجده في الأماكن المزدحمة ذات الضوضاء والأضواء علي حد قول الأم وعدم مصاحبة النوبة لأي قيء مما يستبعد الاصابة بأورام أو نزيف بالمخ. ومن مقدمات الصداع النصفي سماع المريض لصوت ما محدد أو رؤيته لأضواء "فلاشر" أو ان يشم رائحة محددة غالبا ما تكون روائح كريهة وبعدها يبدأ شعوره بآلام الصداع النصفي الحادة التي لا يفلح في علاجها أية مسكنات وتستمر نوبة الصداع لساعات عدة أو لنصف يوم وقد تصل إلي يوم كامل أو أيام ثم تختفي نوبة الصداع بعد وأثناء النوبة يشعر المريض برغبة شديدة في اطفاء الأنوار والجلوس في حجرة مظلمة ساكنة دون الاستماع لأي صوت وغالبا ما تدمع عين المريض أثناء النوبة وتنزل افرازات من أنفه وقد يحدث قيء أو شلل نصفي في اليد أو الرجل وبعد ذلك يختفي الصداع بعد أخذ دورته كاملة. وهناك أنواع من الصداع النصفي موسمية يمعني ان النوبة تفاجئ المريض مع بدء كل فصل من فصول السنة سواء كان الربيع أو الشتاء أو الخريف أو الصيف. ويؤكد دكتور حازم أن الصدام النصفي قد يحدث في بعض الحالات بدون مقدمات سابقة كما ان أسبابه حتي الآن غير معروفة ولكن المؤكد ان هناك عاملا وراثيا يساهم في الاصابة به بدليل ان أغلب المصابين به نجد أحد أفراد عائلته يعاني ايضا منه كما ان هناك بعض الأكلات تسببه مثل الشيكولاته نظرا لأن مادة الشيكولاته تزيد من افراز مادة الثيروتونين وهي مادة كيميائية تبين ارتفاع نسبتها بالمخ أثناء نوبة الصداع النصفي وهي المادة المسئولة عن الانبساط والفرح والسرور حيث تؤدي لاتساع الأوعية الدموية مما يسبب الصداع.