هناك ثلاثة أسئلة تتردد علي ألسنة الكثيرين بعد نشر صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية. وثيقة للجيش الصهيوني. يقترح فيها ضم "العريش.. مدينة ومطاراً وميناءً بحرياً" إلي غزة.. السؤال الأول: ما هي قصة هذه الوثيقة؟!!.. والثاني: ماذا تهدف بالضبط؟!!.. والثالث: لماذا ظهرت في هذا التوقيت بالذات؟!! القصة تتلخص في أن الاقتراح الذي تضمنته الوثيقة ليس جديداً. أو وليد الساعة. بل ظهر لأول مرة عقب حرب غزة الأولي قبل حوالي 6 سنوات.. إلا أن الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض مجرد طرحه. أو مناقشته من الأساس. علي إثر ذلك.. نام الاقتراح في أدراج الموساد والجيش الصهيوني. حتي عام 2012. وبعد أن تولي "الخائن" محمد مرسي الحكم في غفلة من الزمان. ناقشه بلا خجل أو حياء أو وطنية مع أهله وعشيرته من قادة حماس الإخوانية في غزة. وبالطبع باركوه.. إلا أن القوات المسلحة المصرية رفضته جملة وتفصيلاً. وحذرت من مجرد الكلام فيه.. فدخل مرة أخري الأدراج انتظاراً ليوم 5 يوليو 2013. موعد الإعلان عن الدولة الإسلامية في سيناء. كما اعترفت هيلاري كلينتون في كتابها.. ولأن ثورة 30 يونيه قلبت الترابيزة عليهم جميعاً. فقد ظل في الأدراج حتي ظهر من جديد بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة. و"المتفق عليه مع حماس"!!! أما الهدف فهو معروف للكافة.. إذ أن هذا الاقتراح "المناخوليا" ظهر للوجود في إطار مؤامرة الشرق الأوسط بكل مسمياته من جديد. إلي كبير. إلي واسع. لتقسيم الدول العربية إلي كانتونات صغيرة طائفية ومذهبية. إضافة إلي أن تحقيق ذلك ينهي تماماً القضية الفلسطينية. ويغلق ملف القدس بالضبة والمفتاح.. هذا هو الحلم الذي راود الكيان الصهيوني. وتحول بعد 30 يونيه إلي كابوس قضَّ مضاجعهم جميعاً. من صهاينة وأمريكان. وإخوان وأتراك وقطريين. ولأن هذا الهدف كان معروفاً لنا. فقد وجهت مصر ضربة استباقية في 5 يونيه. الماضي. حين أصدر الرئيس السابق عدلي منصور. قراراً بخضوع العريش لإشراف القوات المسلحة. نأتي للإجابة علي السؤال الثالث.. وهو: لماذا ظهرت هذه الوثيقة من جديد الآن بالذات؟!!.. والإجابة ببساطة: أن إسرائيل تعمدت نشر الوثيقة الآن لثلاثة أسباب مترابطة.. الأول: وجود وساطة مصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة. ظناً أنها ستكون فرصة لدس الوثيقة في جدول الأعمال كحل عملي.. والثاني: إظهار مصر في حالة رفضها الاقتراح وطبعاً سترفض بأنها ضد سكان غزة. ولا تساند القضية الفلسطينية. أو تساعد في إيجاد حل لها.. والثالث: إخراج مصر بعد رفضها من معادلة السلام. وإحلال قطر وتركيا محلها!!! الحقيقة التي يجب أن يعيها الكافة ولن تمحوها خزعبلات أن مصر حملت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 حتي اليوم. وضحت من أجلها بمائة ألف شهيد. وأنها مازالت تساند حق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته.. لكن.. ليس علي حساب الأراضي المصرية. لا تنازل عن ذرة رمل واحدة.. وإذا كان هذا هو الثمن الوحيد المطلوب لإقامة دولة فلسطينية.. يبقي تغور القضية الفلسطينية في 60 داهية.. هذا هو جوابنا النهائي.. علي رأي "جورج قرداحي".