بعيداً عن إبداعات كبار الأدباء. صدرت في الفترة الأخيرة أعمال لأدباء شباب لفتت أنظار القراء وتحول بعضها مثل الفيل الأزرق إلي أفلام سينمائية.. بحيث يجد البعض فِي هذه الظاهرة التي نشأت بعيداً عن التناول النقدي مأزقاً للنقد فقد قصر تناوله علي أسماء شهيرة أو حقق لها النقد شهرة ثم أتت الإبداعات الشبابية بعيداً عن التفات الناقد لتحظي بانتشار جماهيري واسع. يلغت حتي المقولة التي طال تكرير النقاد لها. وهي أن الإبداع السردي ولي زمانة.يري د.عبدالمنعم تليمة أننا في لحظة يسودها الارتباك فعلاً في كافة النواحي. طلب القياس آت لا ريب فيه. في هذه اللحظة الهياكل والأبنية التعليمية والثقافية تهتز بشدة مع قيام الثورة.. قولنا إن الآتي علي منظور قريب من حدود 2020 إلي أن نحتاج لدورة رياسية ومحليات. أما لحظة الارتباك هذه ففيها البشائر بالآتي لكن الراهن مرتبك النقد الأدبي يتطلب درجة رفيعة من الفكر والحاسة الجمالية وهذا لا ينفي وجود متابعات والحق أنه قد حدثت فجوة بين جيلين: الجيل الراهن من المبدعين في كافة المجالات يصعد معه نقاد من الجيل نفسه أما النقاد أصحاب الأسماء المستقرة من جيلي فهم مهمومون بالصياغات المتواترة بالمسائل الأكاديمية والتراثية. الجديد يصعد معه الجديد. وفي الحقيقة والقول للدكتور رمضان بسطاويسي أن الكثير من النقاد تابعوا هذه الأعمال وتولوا تدريسها في معاهد السينما لمعرفة مدي تعبير السيناريو عن نبض الشباب وانعكاس رؤيتهم للواقع لكن الكثير من النقادالكبار يعزفون عن تناولها لأن التقنيات الجمالية التي فرضتها دور النشر الجديدة أقل من تقنيات المبدعين الكبار فعدد الصحفات كبير جداً بلا قيمة إبداعية ولا نقدية معظم الأعمال ضخمة رغم أن نجيب محفوظ صرح بعد رواية اللص والكلاب بأن الرواية التقليدية انتهت. بينما ظهرت تقنية الحذف فالمحذوف هوالأهم بالنسبة للقاريء وهذا يجعل القاريء يشارك بشكل أفضل في قراءة الرواية وانتاجها. الآن المصادر الجديدة للأدباء الشبان هي السينما والانترنت وهناك تماس مع الصورة وهذه الكتابات أشبه بالتحقيقات الصحفية يمكن حذفها المشكلات الجمالية تضع عائقاً بينها وبين النقاد الكبار. ولن يكون هناك تفاعل نقدي يقدم قراءة جديدة للنص. المشهد الأدبي في تقدير د.جمال عبدالناصر مرتبك الآن أصلاً النقد لدينا يسبق الإبداع والمبدع يلهث وراء النقد الإبداع سبق التنظير النقدي في المشهد الغربي الناقد يتبع ثم يأتي المبدع فيكيف نفسه علي هذا المشهد النقدي المشهد من الستينيات: المبدع يعمل ويعطي انطباعه مع القاريء ويهتم بما يشير إليه النفد. الجيل الجديد في رأيي لا يعطي اهتماماً بالتنظير ولا المنظرين عملاً بالقول: انظر في داخلي ولا أنظر إلي خارجي ويقصد بالخارج الحراك النقدي. أو المشهد الأدبي لقد قرر الجيل الجديد أن ينصب اهتمامه علي الموهبة. وبما يشعر به. وهذا خلق الفجوة وأصبح المبدعون بمعزل عن المشهد النقدي فيما يشكل ظاهرة غير صحية وقد تفرز مشهداً نقدياً أقل ارتباكاً. ويشير الشاعر عيد عبدالحليم إلي أن هناك طفرة في الكتابة السردية والشعرية في الوطن العربي وهي تتميز بالتونع من حيث الابتكار والتجديد.. ربما اختراع اشكال أدبية جديدة نابعة من الاشكال التي كانت قبلاً. علي اساس أن الأدب عملية متواصلة ولا يمكن أن يحدث انقطاع أبداً بين القديم والجديد. نحن نعاني بالفعل منذ سنوات طويلة من انقطاع النقد التحليل عن هذه النصوص لم نجد نقاداً تحليليين بعد رحيل جيل شكري عياد والقط ومندور مع اختلاف المراحل العمرية والمدارس النقدية التي ينتمون لها كان النقد الأدبي مقدماً علي فكرة النظرية والتنظير. الآن لدينا نقاد ربما بعضهم قامات ثقافية كبيرة لكنهم لم يقدموا شيئاً للنصوص الإبداعية ولم يقتربوا من تلك النصوص. والمسألة في تقدير د.عزة بدر ليست أزمة النقاد دائما إنها أزمة المبدعين الراسخين اصحاب المنهج التقليدي في الكتابة هناك فجوة بين هذا الجيل من المبدعين الكبار وبين المبدعين الشباب يعتمد المبدعون من الجيل الجديد علي تقنيات حديثة تأثرت بالانترنت والصور البصرية والسينما الحديثة والكتابات الغربية والموبايل وتقنيات الكتابة عليه ظهرت قصة اللحظة والقصة الومضة والقصة القصيرة جداً التي يمكن كتابتها كقصائد الهايكو الياباني.. كل هذه المؤثرات في كتابات الجيل الجديد. تميزت بالتكثيف والسرعة والدهشة. حتي المعمار الفني في القصائد والقصص والروايات اختلف أصبح كالبرقيات والفلاشات الوامضة الجيل الجديد من القراء تجاوب مع هذا الإبداع وانعزل عن إبداعات الكتاب الراسخين.. يمكن اجتياز هذه الفجوة بإعادة قراءة كلاسيكات الأدب العربي من روايات وقصائد. وأعمال قصصية مثل أعمال محفوظ وإدريس وغيرهما. وقراءة الأعمال الجديدة للشباب وأسماؤهم تستعصي علي الحصر.