سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيهما أفضل..المبدع..أم المؤدي ؟! محمود ياسين: الممثل يجمع بين المؤلف والمخرج بشير الديك: إبداع النجوم وهم.. النجاح يبدأ من التأليف فيصل ندا: كل الأطراف تقوم بترجمة الأفكار عنتر هلال: الشاعر الأصل.. والمطرب فاترينة عرض
يفرق البعض بين المبدع والمؤدي الذي يعد أقل منزلة في الموهبة حيث ينفذ ما يملي عليه دون ان يخل بأي شيء فيه. يري البعض ان المبدع في الحقل الفني سواء كان في ساحة الدراما بنوعيها "سينما وتليفزيون" أو في المسرح أو في ساحة الغناء الموسيقي بأنه هو الذي يبتكر افكاراً جديدة وغير مألوفة أو يقوم بتطوير فكرة قديمة لم يسبقه إليها أحد. وفي الفترة الاخيرة استطاع النجم "المؤدي" بسط نفوذه وسلطته علي العمل الفني.. "المساء الفني" من خلال هذا التحقيق ستوضح الفرق بين المبدع الحقيقي والمؤدي من خلال عدد من المشاركين في صناعة الأعمال الفنية.. ووضع الأمور في نصابها الحقيقي. الفنان محمود ياسين: يفرق بين المبدع والمؤدي بقوله إن صاحب الكلمة اي النص المكتوب هو المبدع الأول في صناعة وصياغة العمل الفني.. ثم يأتي المخرج في المرتبة الثانية للإبداع.. وجعل ياسين الممثل والذي اطلق عليه "المؤدي" في مرتبة متوسطة بين المؤلف والمخرج. أضاف محمود ياسين: الممثل هو المبدع الذي يقع بين ابداعين.. ويأخذ منهما ليجمع بينهما في أدائه ويصيغ منهما هرمون إبداعي درامي يستطيع الجمهور ان يستمتع به ولولا جهده وموهبته.. ما خرج هذا الإبداع الذي تم جمعه في بوتقة واحدة للناس. يري محمود ياسين ان المبدع في مجال المسرح خليط بين الممثل المؤدي والكاتب النص والجمهور الذي اعتبره اهم ركائز الابداع الحقيقي داخل المسرح.. معتبراً إياه الحائط الرادع للمؤدي علي خشبة المسرح.. ليكون ثالث ثلاثة في صناعة الإبداع الحقيقي بجانب الممثل والنص. أوضح المؤلف والسيناريست "بشير الديك" ان ما شهدته الساحة الفنية في الآونة الاخيرة من سيطرة النجم "المؤدي" علي العمل الفني وهيمنته عليه للدرجة التي جعلته يختار ويحدد المؤلف والمخرج وباقي طاقم التمثيل.. والإدعاء بأنه بذلك هو المبدع الحقيقي وقائد سمفونية العمل الفني يعد من الأمور الخاطئة التي تنذر بتمام الانفلات ومدي الانهيار الذي يعيش فيه المجتمع. أضاف الديك: يري البعض أن المؤدي "الممثل" هو المبدع الحقيقي لأي عمل فني علي اعتبار انه استطاع ان يحول "الكلمة المكتوبة" إلي "نص حركي" ذي ملامح ومشاعر بدقة متناهية وذات تأثير قوي علي المشاهد.. وهذا كله محض خيال. أكد بشير الديك ان "المؤدي" هو الذي يجتهد لترجمة ما جاء به النص الذي يحدد وظائف المؤدي والمطلوب منه والشكل الذي ينبغي ان يكون عليه المؤدي. أشار بشير إلي ان الأعمال الفنية عندما تحقق نجاحاً وانتشاراً تنسب إلي مؤلفها وهو المبدع الحقيقي.. مؤكداً ان هذا الأمر واضح للجميع في معظم اعمال نجيب محفوظ وأيضاً الأديب العالمي الشهير وليام شيكسبير عندما تذكر اعماله مثل الملك لير وهملت وغيرهما.. ليظل المؤلف ثابتاً ويتم تغيير المؤدي بشكل مستمر من وقت لأخر. يشاركه الرأي المؤلف فيصل ندا مؤكداً ان المبدع الحقيقي هو الذي يحلق بأفكاره في آفاق بعيدة ويناقش قضايا إجتماعية هامة تلامس هموم ومتطلبات المجتمع علي اختلاف شرائحه وفئاته.. ثم يفكر هذا المبدع- المتجسد في "الكاتب" آليات لتحويل إبداعه إلي واقع. يشير ندا إلي ان المخرج والممثل ليسا إلا ادوات لتنفيذ وترجمة ابداع المؤلف. وفي مجال الغناء والموسيقي أشار المايسترو سليم سحاب إلي ان هناك فرقاً بين المبدع والمؤدي قائلاً: المبدع الحقيقي هو الفنان الذي يضيف من شخصيته علي العمل الذي يؤديه. مضيفاً ان المؤدي المتمثل في المطرب من الممكن ان يكون مبدعاً لعمل موسيقي يقدمه لغيره من شعراء وملحنين.. وذلك اذا تميز صوته علي الكلمات واللحن. تابع سحاب قائلاً: من الممكن ان يكون الشاعر صاحب الكلمات هو المبدع إذا تفوق بكلماته علي اللحن والصوت. فيما أكد أن الابداع الحقيقي والفعلي يتوقف علي الحالة وجودة العمل. لكنه يعتبر ان الملحن هو الشخصية المركزية للعمل الموسيقي وحجته في ذلك ان المستمع يمكنه الاكتفاء بسماع الموسيقي بدون صوت مؤدي او كلمات شاعر. أشار إلي ان الملحن في العالم العربي اصبح جندياً مجهولاً في العديد من الاعمال الناجحة والتي لم تكن لتحقق هذا النجاح من المؤدي لولا ابداع هذا الملحن مثلما حدث مع ملحني اغاني عبد الحليم حافظ وغيره. الشاعر الغنائي عنتر هلال اكد ان الكلمة التي يكتبها الشاعر هي الركيزة الاساسية للأغنية الناجحة. مشيراً إلي دور الشاعر في الابداع الفني الذي يتربع علي قمته ثم يأتي بعده دور الملحن الذي يجتهد ليلبس الكلمات ثوب اللحن. وقال: يأتي بعد دور المبدع ممثلاً في "الشاعر" ودور الملحن.. دور المطرب "المؤدي" وهو الدور الأضعف في عملية الصناعة الفنية طربياً. أضاف: المؤدي ليس لديه درجة من الابداع.. وابداعه يكمن في دقة التوصيل وليس حلاوة صوته. وصف عنتر المطرب المؤدي "بالموصل.. وقال: المطرب ليس إلا "فاترينة" لعرض بضاعة الشاعر والملحن.