* سيدتي: ربما تتعجبين من رسالتي. لكنها الحقيقة المذهلة التي أود أن أقولها لك وتجدين لي الحل لو سمحت. فقد أوشكت علي الانهيار الكامل بسبب الرجل الوحيد الذي أحببته.. وقبل أن يذهب بك الخيال لبعيد. أعلمك أنه زوجي. نعم زوجي الذي تزوجته بعد أن انفصلت عن زوجي بعدة سنوات. لأنني لا أنجب. ولأن لديه أبناء لم أكن أشعر إلا أنني أمهم الحقيقية. نعم فالعالم كله كان يبدأ برضاء والدهم. وإرضائه. عشر سنوات عشتها أربي له الأولاد حتي كبروا. وقرروا العودة للحياة مع أمهم في البلدة الأجنبية التي تعيش فيها.. فأمهم أجنبية وغير مطلقة من زوجي. ولكنه لا يتواصل معها. منذ شهرين وجدته يعد العدة للسفر إلي الأبناء. وعندما عاد كان يشعر بالفقد والتوهان. ظننت أنهم الأولاد. ولكنه كان الحنين لزوجته التي تركته. عاشت حياتها بالطول والعرض. صداقات وغيرها.. ورغبتها في عدم الطلاق كانت لتحتفظ بحقها في أملاك زوجي علي حسب شريعتنا. الزوجة ترث والمطلقة لا.. المهم أنني اقتربت منه أكثر. فأنا أحب أن أقضي له كل طلباته. أساعده في اللبس. والخلع. وأطعمه في فمه. وأغسل قدميه.. أخلع له الحذاء. وألبسه إياه.. أنا جاريته وزوجته وأمه. وكل هذا لم يجعله يرحمني عندما قرر أن يتركني ليعود إليها ستة أشهر في العام. وستة أشهر لممارسة تجارته في مصر. وليست لي.. سيدتي منذ ثلاثة أسابيع واجهته. فقال لي إنني خانقة له. وإنني لا أعطيه فرصة للتنفس.. أبعد كل هذا يتهمني بهذه الصفات؟!.. حتي أنه خيرني بين الطلاق. وبين موافقتي علي أن يذهب إليها.. ما الذي جعلها تحلو في عينيه بعد عشر سنوات.. ولماذا؟!! ہ عزيزتي: قلت في رسالتك.. كنت له الزوجة والأم والجارية. ولم تقولي الحبيبة والصديقة مثلاً.. وهاتان صفتان يبحث عنهما الرجل أكثر من الزوجة والأم.. والرجل قد ينبهر بالمرأة الجارية لبعض الوقت. ولكنه يفيق باحثاً عن الحبيبة الصديقة. وقد تحولت الزوجة الأولي لصديقة شرعية. وربما استطاعت أن تعيد ذكرياتها الجميلة معه. وفي النهاية هي زوجته. ليست عشيقته. أي لها حقوق وواجبات يجب أن تؤدي ماداما قد قبلا هذا الشكل من العلاقة. وقبلت به وهو وجود زوجة أولي في حياته. فمسألة الاقتراب أو الابتعاد مسألة ثانوية لا تقلقك. أما الشق الآخر.. وهو مسألة الرعاية الخانقة له والأمومة الزائدة والسلطة الأبوية المكبلة.. كلها من الأمور المنفرة للرجل أو للأبناء. ويبدو أن عدم إنجابك جعلها طاغية لديك. وظننت أن منتهي أمل أي رجل أن يحصل علي هذه المشاعر. ولكنها بعد فترة تتحول لقيود يسعي الرجل أن يفكها بأي ثمن. ربما اشتاقها فيما بعد. وربما لا. ولذا عليك علاج نفسك. لا تغيير زوجك ولا مزيد من القيود.. اقبلي بما طلبه. ليس قهراً. ولكن لأن هذا هو الشرع. وكونه في مصر بجانب تجارته. أي معك ومع التغيير الذي ستقومين به في شخصيتك. لتكوني أكثر استقلالاً. وأقل قيداً عليه.. ربما وجد معها ما يتمناه. أو ما أحبه ولم يجده عندك. فيبدو أنه افتقد في الأولي الاهتمام. وافتقد فيك الصداقة. فقرر أن يحتفظ بكما معاً لينال شهد الشام وعنب اليمن. ولا ضير. فقد تزوجيه وهو زوج لسيدة أخري وأب.. فلا تدخلين حرباً البقاء فيها للأقوي. فقد تخسرين كل شيء.. ولكن أنت في حاجة لرعاية نفسية تغير فيك القليل من تلك السلطة الأبوية. وهذا تجدينه عند المتخصصين في الصحة النفسية. أو لدي الطبيب النفسي. فقد تحتاجين لبعض المهدئات لفترة. فقد حجبت عن القارئ ما يفيد بأنك إنسانة عصبية جداً.. ولا تجعلي الدنيا تحت قدمي زوجك. اجعليها بينكما لتسعدا بها. عاودي الاتصال بي لأطمئن عليك. همسات ** صديقتي/ السيدة الجميلة.. الجمال يا عزيزتي ملامح. وليست صفات جسدية وأنثوية فقط.. لكنها خصال وطباع وأخلاق.. حاولي أن تُجملي نفسك بالخلق. فلو ذهبت عنك ذهب كل شيء. حتي العيون الخضراء!!