للمرة الثانية في تاريخ الشعب المصري صاحب حضارة آلاف السنين يشعر بالفخر.. والانتماء.. وقدرته علي إثبات وجوده كصاحب أقدم وأفضل حضارة علي وجه الكرة الأرضية عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس شارة بدء العمل في توسيع قناة السويس لتكون أعظم وأفيد مجري مائي في العالم والموصل بحق الطريق بين الشمال والجنوب والبوابة المائية للتجارة العالمية. وكواحد ممن عاصروا جيلين لمصر وشاهدوا انطلاق أكبر مشروع مصري أفاد البلاد كثيرا ونهض بها زراعيا وصناعيا وأحدث نقلة اقتصادية واجتماعية للشعب العظيم وهو مشروع السد العالي الذي أنشأه القائد خالد الذكر جمال عبدالناصر منذ أكثر من أربعين.. فقد عادت بي الذاكرة وأنا أري الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي يطلق شارة البدء بالأمس في مشروع توسيع قناة السويس أحد شرايين نهضة مصر مع بعض الاختلاف بين المشروعين ففي حين ان السد العالي قد أفاد مصر والمصريين وحدهم وفتح أمام أبناء البلد أبواب الرخاء يأتي مشروع توسيع قناة السويس لينقل التجارة البحرية العالمية ليفيد العالم كله ويوقف أي تفكير لأي دولة في إقامة مثل هذا المشروع العالمي ويضع مصر في الصفوف الأولي في خدمة التجارة بين الشرق والغرب.. فضلا عن أن تركيز الرئيس السيسي علي أن توسيع قناة السويس بمساهمة مصرية حالصة بعيدا عن البنك الدولي كما حدث أيام إنشاء السد العالي ليكون مشروع القناة بمساهمات مصرية خالصة وبأيدي ومعدات وسواعد كل المصريين.. وبمشاركة أبنائهم المخلصين. ثم كان الأكثر والأهم والأفضل بالقطع أن يبدأ العمل في اليوم والساعة التي أطلق فيها الرئيس السيسي شارة بدء العمل والتركيز علي الانتهاء في عام واحد ليوقف الجدل عليه ما بين خمس أو ثلاث سنوات ثقة في أن المصريين قادرون علي الانتهاء قبل نهاية العام بعد تطوير العدة والمعدات واستثمار طاقة الشباب الذين شاركهم الرئيس في بداية انطلاق العمل فعليا. وهكذا نري مصر أمامنا تتقدم تحت قيادة رجل يؤمن بأهمية الشعب وقدرته علي صنع المعجزات تماما مثلما كان سابقه الرئيس ناصر لنصل إلي مصر التي يتمناها كل المصريين والله الموفق.