لم يدر "عاطل القليوبية" ان رحلته إلي المنيا ستحوله إلي مجرم وان بلدياته "تاجر المخدرات" الذي اغراه ببعض الجنيهات لتوصيل أمانة إلي صاحبها قد خدعه وأوقعه داخل الزنزانة بتهمة حيازة وتزوير العملات الورقية ليجد نفسه متهماً بالصدفة في جريمة لم يخطط لها. تبدأ فصول الكشف عن الواقعة عندما كان معاون مباحث قسم شرطة الساحل في جولة أمنية واشتبه في "العاطل" أثناء تواجده بموقف سيارات المحافظات بعبود وبتفتيشه عثر بحوزته علي مبلغ 15 ألف جنيه تقريباً فتم اصطحابه إلي القسم للكشف عليه ومعرفة مصدر الأموال التي بحوزته. بالفحص تبين ان المبلغ المضبوط هو عملات ورقية من فئات مختلفة ومزيفة وان المتهم "عاطل" من القليوبية كان في طريقه إلي المنيا فتحرر محضر بالواقعة وأقوال المتهم. روي المتهم حكايته في محضر الشرطة قائلاً: انه لم يعرف ان الأموال مزيفة وانه يعيش في بلدته متنقلا من عمل إلي آخر دون ان يستمر في أي عمل وانه تعرف في الفترة الأخيرة علي "تاجر مخدرات" يشتهر باسم "رنجو" الذي اغراه بالعمل معه لكنه رفض ان يحترف تجارة المخدرات رغم ارباحها الكبيرة لانه يعرف ان نهايتها تكون خلف القضبان. أضاف في أقواله: ان "رنجو" استغل تعطله عن العمل وحاجته إلي المال لتوفير مصاريفه ونفقاته الخاصة وعرض عليه مبلغ 300 جنيه مقابل قيامه بتوصيل أمانة لأحد معارفه بمحافظة المنيا وهي عبارة عن مبلغ مالي داخل حقيبة مغلقة. استطرد "العاطل" في أقواله بمحضر الشرطة انه تسلم حقيبة الأموال وحصل علي جزء من ثمن الصفقة واستقل سيارة ميكروباص من بلدته إلي القاهرة استعداداً لاستكمال رحلته إلي المنيا لكنه فوجئ بضابط المباحث يلقي القبض عليه ويكتشف ان الأمانة التي يحملها ما هي إلا أموال مزيفة وان بلدياته استغل حاجته للمال وخدعه بمبلغ بسيط لترويج العملات المزيفة. أكد "العاطل" والدموع تملأ عينيه انه لم يعرف ان الأموال مزيفة ولم يدر ان بلدياته سيخدعه ويوقع به خلف القضبان ليجد أحلامه تنهار تحت قدميه ومستقبله يضيع بين ظلمات الزنزانة وجدرانها الموحشة ليصبح متهماً بحيازة أموال مزيفة. قد يتعرض الإنسان لموقف استفزازي ينتج عنه رد فعل غاضب يقوده لارتكاب جريمة دفاعاً عن كرامته أو شرفه أو أولاده وماله ليجد نفسه متهماً بالصدفة في جريمة لم يخطط لها.