مؤخراً حصل الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة علي جائزة التفوق.. وبعيداً عن الجائزة فإن أبو سعدة واحد من أبرز شعراء جيل السبعينيات وأكثرهم غزارة وتنوعاً حيث كتب المسرح الشعري وكتب للأطفال وكتب كذلك أغاني بالعامية المصرية لعدد من المسرحيات. يمتلك أبو سعدة موهبة كبيرة وثقافة عميقة أتاحتها له قراءاته المتعددة في الفنون والأداب والفلسفة والتاريخ والتراث وخاصة الصوفي منه وهو ماانعكس علي قصائده التي وظف فيها هذا هذا التراث باعثاً فيه المزيدمن الحيوية والطزاجة عبر دواوين عديدة تعد من علامات الشعر الرائق والراقي والمختلف حيث يكتب الشاعر نفسه ولايستنسخ تجارب وكتابات الآخرين وهو مامنحه مكانته الرفيعة وسط الشعراء المصريين والعرب * سألت أبو سعدة عن جائزته الرفيعة وشعوره بها وماذا تمثل بالنسبة له؟ - قال: دعني أصارحك بأن جائزة الدولة لها مذاق خاص لعدة أسباب: إن هذه الدولة هي مصر القائدة حضاريا لإقليمها.. السبب الثاني هو انني لم أتقدم لها "كما كان يفعل بعض أصدقائنا. يحمل نصف طن من الورق المطبوع علي شكل دواوين. هي كل ما كتبه. ذاهبا بها إلي الوزارة في ديسمبر. للتقدم بنفسه للجائزة!!". بل رشحني قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بنها. وطلب مني د. مهدي رئيس القسم موافقة خطية علي قبول الترشيح. وc.v لاستكمال الإجراءات. ولم يكن لي علاقة شخصية بأحد من أساتذة القسم. فلم افعل كما يفعل البعض من محاصرة من لهم حق التصويت وابتزازهم والإلحاح عليهم بأشكال مختلفة!!. بل انني كنت خارج البلاد. في عمان قبل وأثناء التصويت. دعني اشكر هؤلاء الأساتذة الذين رشحوني دون سابق معرفة. والأساتذة الذين صوتوا لصالحي في اللجنة. * كلامك عن المحاصرة والابتزاز يجرنا إلي الحديث عن المشهد الشعري عموماً.. كيف تراه؟ المشهد الشعري مشوش. ويعود التشويش إلي أن أحدا لا يقرأ لأحد. كل جماعة بما لديها فرحون. لقد كان هناك حتي عقد من الزمان صراع أجيال وكان الصراع يتضمن اطلالة كل جيل علي منجز الجيل الأخر و بالتالي إمكانية تحاور أكثر من ذائقة و أكثر من حساسية. الآن اكتفي كل بما لديه وتجاهل الآخر تماما. نحن أمام الفرق الناجية الشعرية!! لقد اكتشفت ذلك من علاقتي بالفيس بوك. اكتشفته من كم اللايكات الكثيرة لقصائد كتبتها منذ عقود!!. كأن المعجب لم يقرأ هذه القصائد من قبل. ورآها فقط علي صفحتي! هناك دور غائب للناقد الوسيط. دور لتنقية المشهد من احتقانه الصامت. وفض هذه الحروب الأهلية الشعرية غير المعلنة. الذي لا يقدره الشعراء إنهم بهذا التجاهل للآخر. والحط من قدره وتسفيه تجربته إنما يساهمون في صرف الجمهور عن الشعر نفسه! * كتبت عدة مسرحيات للمسرح الشعري المتآكل أساساً.. لماذا أقدمت علي هذه التجربة التي لم يخضها معظم أبناء جيلك؟ كتبت المسرح الشعري.في محاولة لتقديم رؤية مسرحية يرشح الشعر فيها من اليومي والمعاش. وليس من التاريخ. الذي يضمن للعمل المسرحي شعرية سابقة التجهيز! كتبت المسرح الشعري التفعيلي في مسرحيات مثل : حيوانات الليل. ومسرحيات بقصيدة النثر كما في عندما ترتفع الهرمونيكا. خمس مسرحيات فصل واحد ومسرحية كاملة هي ليلة السهروردي الأخيرة وقد حصلتْ علي جائزة اتحاد الكتاب عام 2003 وهي ضمن عروض مهرجان المسرح الاقليمي الذي يقام حالياً علي مسرح السامر. لكن رغم أن بعض النقاد كتب عن تجربتي المسرحية مثل د. هدي وصفي وجمال القصاص وفتحي عبد الله ومحمد طلبة الغريب ومحمد حافظ ناصف وآخرون فإن غياب نصوصي عن خشبة المسرح قلّم طموحي بل و اشعرني بالإحباط. وقلل من حماسي للكتابة المسرحية. * كنت حريصاً علي التواجد في المشهد الشعري مشاركاً في أمسيات ومؤتمرات.. لكن هذا الحضور خفت قليلاً في الفترة الأخيرة؟ - لاشك انني كنت حريصا علي الوجود بفاعلية في المشهد الشعري والثقافي حتي اصابتي بالجلطة. فقلل إلي حد ما تواجدي بدنيا في الفعاليات وإن كنت متواصلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأحرص علي متابعة كل جديد. ويسعدني كثيراً أن أقرأ لشباب جدد لاأعرفهم ولكني أعجب بهذه الكتابات خاصة المغامر والمجدد منها. * د. جابر عصفور وزير الثقافة.. كيف تراه وما الذي تتوقعه منه؟ د.جابر قدرة هائلة علي التنظيم والنشاط. وهو مثقف رفيع وناقد له مشروع مهم. لكنه فيما يتعلق بالنقد ربما لا يوالي بنفس الحماس والجدية مشروعه النقدي. كما انه يحيط نفسه بأهل الثقة لا أهل الكفاءة. كنت أتمني وزيرا شابا ولكن لم أجد شخصا يجتمع عليه المثقفون! ولعل د. جابر يستفيد من تجربته السابقة. مع تغيير سياسة الكرنفال التي أسسها مع فاروق حسني!. ويعتمد علي الشباب أكثر.