فكرة تقسيم محافظة الوادي الجديد لم يتصورها أحد فلقد تم وضعها ضمن برنامج رئاسي يقوم بتقسيمها إلي ثلاث محافظات جديدة: ويذكر أن المحافظة تمثل 44% من مساحة مصر كما تضم خمسة مراكز هي "الخارجة الداخلة الفرافرة باريس بلاط". اختفلت آراء أبناء الوادي الجديد حول فكرة التقسيم فمنهم من يري أن تقسيم المحافظة سيساهم في انهاء معاناة المواطنين الذين يلجأون إلي قطع مئات الكيلو مترات لانهاء مصالح بالجهاز الاداري بالمحافظة فليس من المعقول أن موظف بمركز الفرافرة يقطع مسافة 1100 كيلو متر ذهاباً وعودة للوصول إلي مركز الخارجة الموجود به الجهاز الاداري بأكمله لكي يحصل علي تأشيرة المحافظ مما يزيد معاناته. والبعض الآخر يري أن التقسيم غير مجد بل سيقوم بالضغط علي الدولة ويزيد من اعبائها المادية علي الموازنة العامة للدولة. قال محمد عطية أحد المزارعين ونقيب الفلاحين الأسبق بالوادي الجديد أنه من مؤيدي فكرة التقسيم لأن هذا المخطط يدفع عجلة التنمية كما يساعد علي استصلاح الكثير من المساحات الجديدة في الصحراء الغربية لوجود اكثر من ثلاثة ملايين فدان صالحة للزراعة والاستصلاح سيساعد استصلاح الأراضي علي توفير فرص عمل للشباب. أضاف أنه سيتم شق فرع من مياه النيل للصحراء الغربية مما يكون له مردود إيجابي خصوصا بمناطق توشكي والعوينات مما يحيي تلك المناطق بالتجمعات السكنية الي ستظهر بتلك المناطق الدكتور عبدالمنعم حنفي استاذ الجغرافيا الاقتصادية بجامعة قناة السويس من معارضي فكرة التقسيم لانه يري أن التقسيم سوف يفتت المقومات الطبيعية للواحات وسيضعفها اقتصادياً. ويري أنه من الأفضل النهوض بمحافظة الوادي الجديد والعمل علي تنميتها فاذا تم ذلك فسوف تكون مؤهلة في المستقبل لتحوي مجتمعات عمرانية كبيرة. اضاف أنه يجب في الوقت الحالي الربط بين محافظة الوادي الجديد بمدن اخري مثل مدن وادي النيل وهو ما يساعد المحافظة أن يكون لها ثقل كبير وجذب السكان وعمل مجتمعات عمرانية جديدة ويجب انشاء العديد من الاستثمارات داخل الوادي الجديد مما يساعد علي نموها كالاستفادة من الفوسفات المستخرج من مناجم ابوطرطور وإنشاء مصنع لتصنيع الفوسفات ومصانع للأسمنت. واشار إلي المقومات السياحية الموجودة بالمحافظة واكد علي ضرورة الترويج للإمكانيات السياحية بالمحافظة وعمل خط سكه حديد بين واحة الفرافرة بالواحات البحرية. وأكد أن جميع ما ذكره سيكون افضل في الوقت الحالي من انشاء محافظات جديدة لأن فكرة إنشاء محافظات جديدة ليست بالسهلة خاصة في منطقة بالصحراء الغربية لأن الكثافة السكانية ستكون قليلة جداً وذلك لن يساهم في النهوض بتلك المحافظات. اضاف أن عملية التقسيم وإنشاء محافظات جيدة تحتاج إلي عدة مقومات علي رأسها الكثافة السكانية والمقومات ومدي استفادة الجمهورية منها وأن هذه المقومات لاتتوافر في منطقة مثل توشكي بالاضافة إلي أن ذلك سيكلف الدولة الكثير من الأعباء الاضافية دون استفادة. قال مصطفي مبروك من أهالي مدينة الخارجة وهو أحد معارضي الفكرة أن هذا التقسيم يحتاج إلي ميزانيات ضخمة والتزامات اخري كما أن الدولة غير مهيئة لذلك في الوقت الحالي وانه كان من الأفضل استغلال الامكانات التي تستخدم في التقسيم في عمل عدد من المشاريع والاستثمارات التي تفيد المحافظة وابنائها. يأتي ذلك علي عكس ماقاله محمد علي يماني رئيس مركز الكرامة لحقوق الانسان من أهالي مركز الداخلة والذي أكد علي زهمية هذا المشروع في تعمير الصحراء التي تملأ الوادي الجديد واستصلاحها. اضاف إلي سهولة التنقل بين أطراف الدولة يساعد علي التوسع العمراني في وادي النيل والدلتا وذلك بفتح آفاق جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكانية الكبري وانشاء مشاريع جديدة للتنمية في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة.