كنت علي يقين عندما اكدت أن بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية تدار بنفس العقول والأفكار التي كانت قبل ثورة 25 يناير فهناك قرارات مجحفة اصدرها بعض الوزراء السابقين لتعذيب الغلابة وغلق أبواب الرحمة والرأفة في وجوههم. من هذه القرارات التي اصدرها د. حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق ومازالت سارية المفعول حتي الآن رغم انها ضد مصلحة المرضي ومنها أن المريض لا يحق له تسلم التقرير الطبي الخاص به ويتم ارسال التقرير الطبي عن طريق المندوب أو الشبكة باستخدام الانترنت. هذا الاسلوب الروتيني الممل أدي إلي تعطيل مصالح المرضي حيث ان قرار العلاج لا يتسلمه المريض إلا بعد حوالي شهر أو 40 يوما لان المندوب المكلف باستلام وتسليم قرارات العلاج من المجالس الطبية المتخصصة ينتظر تجميع أكبر عدد من التقارير الطبية في المستشفي الذي يعمل بها ويتوجه به إلي المجالس وهناك يستمر اكثر من أسبوعين لاصدار القرار. في هذه الفترة قد يكون المريض تعرض لمضاعفات خطيرة أو فارق الحياة خاصة أن بعض التقارير الطبية تحتاج إلي عرض علي لجنة متخصصة وبعدها تطلب اللجنة من المريض أوراقا ومستندات أخري ويفاجيء المريض بأن القرار لم يصدر فينتابه اليأس ويزداد آلمه ويظل حائرا حتي يفقد الأمل في استخراج قرار علاج له ويسلم امره لله. هناك حالات مرضية عديدة تعرضت لتعسف الروتين الممل من جراء القرارات الوزارية المجحفة وكان علي د. أشرف حاتم وزير الصحة والسكان أن يغير من الأوضاع التي أصدرها الجبلي وكانت سببا رئيسيا في اذلال الغلابة. لقد روي لي أحد الاشخاص مأساة حقيقية تعرض لها اثناء استخراج قرار علاج لابنه حيث انه انجب 3 أولاد مات منهم الأول بضمور في المخ وتبعه الثاني بنفس المرض والثالث يصارع الموت وبعد جولة كبيرة خاضها بين المستشفيات قرروا ان علاجه لم يكن متوافرا في مصر وهناك مركز في ايطاليا يمكن لاسرة المريض مخاطبته واحضار تقرير طبي بامكانيات الجراحة والتكلفة الفعلية. والد الطفل المريض شخص لا يجيد القراءة والكتابة فكيف يتحدث مع المركز الطبي بايطاليا ويتفاوض معهم في علاج طفله. صدقوني هذا الأب لا يعرف سوي مستشفي أبو الريش للاطفال فكيف به يتحدث مع مستشفي ايطالي عن طريق النت وما هو دور المجالس الطبية ولماذا لم يكن هناك اطباء داخل المجالس الطبية يقومون بمخاطبة المراكز الطبية التي يتعاملون معها في الخارج بدلا من ان يتركوا المهمة للمريض أو اسرته فهل نستطيع ان نتعامل مع المرضي بعقول ما بعد الثورة؟!! أم نظل علي نفس وتيرة الماضي الآليم.