كاد الفنان أن يكون رسولا. مثله مثل المدرس. ومثل الطبيب فالرسالة الأرضية التي تنفع الناس في الدنيا وتسلح الإنسان لمواجهة أعبائها وتمنحه المفاتيح للأبواب الموصدة فيها. هي أيضاً رسالة مقدسة. إن الإنسان أعظم مخلوقات الله جل شأنه. وعقله أثمن جوهرة علي ظهر الأرض حين يمتلك مكلة التفكير والإبداع شفافة صافية. لامعة وجميلة مثل الماس. والفنان يمتلك رصيداً لدي الناس. وقادر علي التأثير فيهم وايجابية تأثيره تعني الكثير وتتجاوز المحدود إلي اللامحدود من الفوائد ومن الخير إذا ما تمت ترجمتها في أعمال تؤتي ثمارها للإنسان والوطن. والوطن يحتاج إلي رسالة الفنان الآن وإلي رسالات كل من يمتلك قيمة التواصل مع الناس ويؤثر فيهم. والفنان الفنان أي صاحب الرسالة لأنه بدون رسالة لا يكون الفنان فنانا. ولا الإنسان إنسانا. ويتميز الفنان بأن لديه ميادين وعنده منابر. ويعدنا وطننا يمر بمرحلة حساسة نقدر جميعاً صعوبتها اقتصادياً فلماذا لا يبادر كل فنان في كيفية تحويل رصيده الشعبي إلي عائد ندعم به اقتصاد مصر. وفي مصر فنانون كبار ولديهم شعبية كبيرة في كل المجالات ويمتكلون ارادة الفعل والحس الوطني والرغبة في دعم اقتصاد بلدهم. وفي التاريخ القريب نتذكر تجارب سابقة في ظروف صعبة مشابهة مرت بها مصر وقام الفنانون وعلي رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم بقيادة حملة واسعة في الداخل والخارج لجمع التبرعات وإقامة حفلات لصالح المجهود الحربي. لقد تحمست جداً لمبادرة المطرب حكيم التي اطلقها علي صفحات المصري اليوم من أجل تجميد ديون مصر وحكيم فنان مصري شعبي قُح. حباه الله بالصوت القوي والأداء الجذاب والحضور المهيمن صوت وصورة وجماهيره العربية موجودة في كل مكان وهو بالتالي قادر علي التأثير وهو بهذه الصفات الطيبة ليس استثناء. أتمني لو ان كل فنان مصري اطلق مبادرته وابتكر لنفسه الطريقة التي يؤدي بها رسالته. وقد تكون المبادرة فردية أو جماعية المهم ان نحرك حمية الناس وتحفزهم للاسهام في دعم اقتصاد مصر ومساندة ثورتها.