"وأنا كل ما أقول التوبة يابوي ترميني المقادير ياعين".. "المقادير" مظلومة والله .. فالطبع يغلب التطبع .. ومن شب علي "مطبوعة" ورقية أو الكترونية. شاب عليها .. ولا حل إلا بنسف الحمامات القديمة .. نسفها وليس بيعها في سوق الخردة حتي لا يعيد أحد تدويرها والاستفادة بها. ويصدر لنا من خلالها القرف والروائح الكريهة. طبيعي أن تختلف الآراء والمواقف حول جمعة الغضب الثانية .. من حق أي واحد أن يعارضها .. لكن من واجبه أن يذكر لنا مبررات منطقية تدعم وجهة نظره وتجعلنا نحترمها حتي لو اختلفنا معها .. كل شيء قابل للنقاش والأخذ والرد. إلا الإدعاء علي الناس بما ليس فيهم ..إلا الترخص والابتذال .. لماذا تصر "ريما" أن تعود إلي عادتها القديمة عندما يغمز لها. بعينه. أول عابر سبيل؟ الإجابة ببساطة أن من شب علي مطبوعة ورقية أو الكترونية. شاب عليها .. وأستدرك وأقول إلا من رحم ربي!! الكتاب والصحفيون الذين لا يستطيعون العيش بدون إله يخترعونه ويتعبدون له آناء الليل وأطراف النهار. مرضي نفسيون .. أكيد تعرضوا لمشاكل في طفولتهم .. لا تسألني عن نوعيتها فالاجابة صعبة. ثم أنك تراهم دائما منكفئين علي وجوههم فلا تسأل أرجوك وقل للطبيب "وفر أزايز الدوا يا طبيب".. فهذا الداء لا دواء له! عدنا إذن إلي ما قبل الثورة .. كل من يدعو إلي مظاهرة أو مسيرة خائن وعميل ومعطل للإنتاج ويجب قمعه .. ينشط "الكتبة" الذين يشيبون علي ما شبوا عليه وتنشط المواقع الالكترونية صناعة أمن الدولة بتعليقات لقراء وهميين. والغريب لأنها مواقع فقيرة الخيال أن جميع القراء "يشتمون" في المتظاهرين وليس بينهم واحد فقط يؤيد أو يشجع أو حتي يختلف بأدب واحترام. تليفزيون الدولة هو الآخر مسخرة .. أثناء الثورة تبث الكاميرا علي النيل وشمس الأصيل .. وفي جمعة الغضب الثانية جعلها تمر علي الأماكن الخالية في الميدان ليبدو أن "كل شيء هاديء في الميدان" وأن المظاهرة فشلت في حشد الجماهير .. مع أن الأمر لم يكن كذلك .. ودعك من المتحدثين والمتصلين .. نفس الصوت ونفس النبرة .. كأن الراجل الذي في لندن الآن يدير الجهاز بالريموت من هناك. إلي ذمة الله إذن يا إعلام الدولة وأمن الدولة .. وإلي ذمة الله إذن يا مقالي لو وقعت في يد "صناع الآلهة"!!