ظهر الإنترنت في العالم ويسر سبل الاتصال والتفاعل بين الناس عموما في جميع المجالات خاصة الكتب والقراءة، ولكن مع هذا التيسير في عالم الإنترنت.. هل يمكن أن نقول إن الكتاب الإلكتروني استطاع أن يسحب البساط من تحت أقدام الكتاب الورقي المطبوع. يقول الكاتب الروائي إبراهيم أصلان إن للكلمة المقروءة رونقا وجمالا وللكتاب مهابة وجلالا لا يمكن أن ينتهي بمرور الوقت أو تعدد الأزمان أو تطور العلم والتكنولوجيا ولن يمتنع الناس عن اقتناء الكتاب وإن طغت المساحة الإلكترونية بما تحويه من كم هائل للمعلومات. ويضيف أصلان قائلا: وكما للمساحة الورقية من فضل قديم لا يمكن الاستغناء عنه فجاءت التقنية لتعيننا، لا لتنسف كل تراثنا كما أن لها قيمتها المكتبية التراثية والتي طالما زينت بها المكاتب وعلي اختلاف مستوياتها وأماكنها في العالم فتبقي المساحة الورقية محتفظة بقيمتها الفعلية علي مر الأزمان وسهولة التنقل بها واستخداماتها الصحية للعقل الإنساني دون إشعاع وكهرباء. ويؤكد أصلان علي الرغم من أهمية الكتاب الورقي لكن التكنولوجيا والكتب الإلكترونية في الأعوام القادمة يمكن أن تثبت وجودها لا لتحل محل الكتاب المطبوع أبدا لكنها فقط لمواكبة العصر والعلم والتكنولوجيا. النشر الورقي وعن آراء الشباب يري أحمد كامل «قارئ» أن النشر الورقي مازال يحمل ذلك السحر الذي يجده العربي فيقف مبهورا أمامه لاتصافه بقيم الفن والجمال فلا يمكننا أن نتوقع أي المجالين سيحقق الانتصار في معركة الوجود علي الآخر لأن هناك خطوات ضرورية علي صفوفها تقرر الريادة لأحد الجانبين، فحين يتحسن واقع المبدع العربي ويصبح استخدام الإنترنت ميسرا أمام الجماهير كبارا وشبابا، جيل قديم وبراعم وتصبح الكتب الإلكترونية قادرة علي التأثير في المتابعة والمساهمة في تكوين رأي عام كما تفعل الكتب الورقية، حينها فقط يمكننا أن نستبشر بسيطرة الكتاب الإلكتروني علي الكتاب المطبوع. ويتفق معه محمود ممدوح خريج كلية الآداب قائلا: إن الكتاب هو ما تمسكه اليوم لتقرأه فيمسكك غدا ليقرأ لك الحياة. ويضيف.. أنا عاشق للقراءة سواء كتبا أو مجلدات أو روايات.. مؤكدا أنه لا يحب الإنترنت فالكتاب الورقي له لذة خاصة.. ومن كتابي المفضلين إحسان عبدالقدوس وأنيس منصور ونجيب محفوظ وأعشق جمال حمدان. ويضيف محمود.. نجتمع أنا وأصحابي يوما كل شهر ونذهب معا إلي إحدي المكتبات لنقرأ حتي أنهم اسموني ب «دودة الكتب».. فعندي استعداد أن أدفع ألف جنيه في كتاب طالما أني استمتع به.. ولكن لا شك أن هناك تناقصا مستمرا في عدد القراء وذلك نتيجة التطور التكنولوجي كل يوم وثورة الاتصالات فأصبحنا نطلب الأسهل والأسرع فقمنا بتغيير أسلوب القراءة وتعمقها واستيعابها ومناقشتها وسردها ونقدها. ويخالفهم الرأي عبدالله جميل «قارئ» ويقول أفضل الكتب الإلكترونية لأنها أسهل في الحمل ويمكنك أخذها إلي أي مكان كما أن أسعارها رخيصة مقارنة بالكتاب المطبوع وأيضا إذا شعرت بالملل في أي مكان فبإمكانك ببساطة أن تفتح اللاب توب وتدخل من خلاله إلي عالمك الخاص. ويضيف بإمكاني المحافظة عليه للأبد عكس المطبوع حيث مصيره أن يبلي حتي ولو تفانيت في الحفاظ عليه. ويشير إلي أن المكينة الرقمية ستكون بديلا عن الورقية في وقت قريب لإقبال الناس علي مواكبة العصر التكنولوجي وأيضا في ظل ارتفاع أسعار الكتاب الورقي كل يوم عما قبله. القراء الجدد وعن مدي إقبال الناس علي شراء الكتب يقول.. أحمد مدبولي - مدير مكتبة مدبولي: لم يعد هناك إقبال جماهيري علي الكتب.. ولو هناك إقبال فهو علي الروايات الرومانسية والأجنبية والمترجمة وأحيانا القواميس لحاجتهم إلي استخدامها. مضيفا بالرغم من ذلك كله لكن للكتاب «صاحب» لا يستغني عنه فهناك شباب أو حتي من كبار السن يأتون باستمرار لشراء الكتب وعندما تقام معارض الكتاب يقبلون عليها بنهم كبير ليرتفع الدخل السنوي للمكتبات عن سابقيها. ويؤكد انتشار المكتبات سوف يختفي بعد أعوام قليلة لأن الكتب لم تعد مربحة مثل الفترة السابقة وذلك لوجود الإنترنت في كل بيوت «مصر»، ولم يعد هناك إقبال لشراء كتاب لعدم حاجتهم إليه. فالكتاب الإلكتروني متاح في أي وقت وبثمن رخيص جدا.