في عصر الثقافة الرقمية هل انتهي الكتاب الورقي ؟ ونحن نشهد عصر التقنيات الرقمية في مجال الكتابة والنشر هل تقضي الثقافة الاليكترونية علي الكتاب الورقي ؟ في البداية يجيب الناشر عادل المعلم بأن توزيع الكتب في مصر والعالم العربي وصل إلي ارقام منخفضة بشكل مخز, وحجة أن الكمبيوتر والانترنت جعلوا الناس تنصرف عن القراءة لكن هذا غير صحيح ولا تمثل الثقافة الاليكترونية أي تضاد مع الكتاب المطبوع, لكنها وسيلة مكملة له,كما أنها تتيح لكتاب العربية بالاقطار المختلفة الوجود والتواصل والدليل علي هذا أن الكمبيوتر ظهر في امريكا منذ فترة طويلة جدا وللآن لم يؤثر في توزيع الكتاب. فمثلا عام2004 تم توزيع كتب دينية فقط في امريكا بمليار وتسعة من عشرة دولار..وكتب الكمبيوتر تفوق المليون نسخة. وتري د. فاطمة البودي أن الانترنت والثقافة الاليكترونية لا تعطي إلا معرفة سريعة أو معلومة. وسيظل الكتاب الورقي هو الوسيلة الكلاسيكية والحميمة للتزود بالثقافة ولكن الانترنت يجعل الانسان يري عوالم جديدة وعديدة ومتنوعة. ولكن اعتقد لا تسمح أن يستقر في الوعي ثقافة راسخة. ثم إننا مازلنا نعاني من نسبة أمية في القراءة والكتابة. فما بالنا بالأمية الاليكترونية المتعلقة بالانترنت واستخدامه وإن العالم كل جديد به جديد من اليكترونيات اعتقد أنه مع الحالة الاقتصادية التي نعيشها ونستشعرها جميعا. إن القراءة والاطلاع أيسر من استخدام الاليكترونيات فقط. اما الكاتب الصحفي عادل عبدالصمد فله رأي آخر يقول ان الكتاب الورقي سيظل خير جليس وصديق للانسان يصحبه معه في كل مكان. فاللكتاب أهمية عظيمة فهو يحتل المكانة الرفيعة وسط وسائل المعرفة الأخري. وبرغم التطور الذي اصاب جميع وسائل المعرفة, فان الكتاب الورقي هو الأصل وهو الذي سيظل في مكانه لا يتغير ولا يصبه ضعف. جميع الامم والشعوب تفخر بمؤلفيها وكتابها وكل مدينة تعتز بمكتباتها الضخمة, وتتنافس بما تملكه من ذخائر الكتب والمخطوطات وتصرف الملايين من أجل الحفاط علي كتبها واقتناء اعظم الكتب واندرها وقد يتسائل البعض هل سيظل الكتاب يحتل هذه المكانة وسط تطور مذهل في وسائل التكنولوجيا التي يطلق عليها الرقمنه وهل يمكن الاستغناء أو سيسقط الكتاب الورقي عن عرشه أمام تكنولوجيا الرقمنة الحديثة ؟ وهل هناك أزمة قراءة ؟ فأنا اعتقد انه برغم سطوة التليفزيون والوسائل المرئية واجهزة الكمبيوتر والقواميس الاليكترونية. فسيظل الكتاب الورقي هو صاحب التاج الأول علي عرش المثقفين فالتطور سنة الحياة ويأتي الطور لخدمة الانسان والمعرفة, فعندما ظهرت السينما قبل الاذاعة انتهت, وعندما ظهر التليفزيون والفيديو قبل السينما سقطت عن عرشها وهذا كله محض خيال واهم. فالتطور جاء ليطور ويبعث علي تقدم وسائل المعرفة لخدمة الانسان. فعندما تقدم ثقافة جادة, يكون هناك كتاب قوي يحتل مكانة متميزة.... وأري من خلال مسئوليتي كرئيس تحرير لأهم اصدارات ثقافية في الوطن العربي بدار الهلال أن الكتاب لم يزل يحافظ علي مستواه المتقدم ومازال الكتاب الورقي في الدول الاكثر استخداما للانترنت مثل امريكا يلقي رواجا كبيرا ونؤكد هنا أن الكتاب الاليكتروني لا يمكن أن يكون بديلا عن الكتاب الورقي مهما حدث من تطور.