انطلقت صفارات الإنذار في عدد من مدن جنوب إسرائيل عقب سقوط مجموعة من الصواريخ أطلقت من قطاع غزة. وأسفرت الهجمات عن اندلاع حرائق في المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. يأتي ذلك عقب اختطاف فتي فلسطيني وقتله ردا علي اختطاف 3 مستوطنين والعثور علي جثثهم قبل أيام. وفور انتشار خبر اختطاف الفتي محمد أبوخضير "61عاما" من حي شعفاط من قبل مستوطنين يهود. تحول الحي الواقع شمال القدسالمحتلة. إلي ساحة مواجهات وصلت النهار باللّيل. بين مئات الشبان الفلسطينيين وقوات كبيرة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود. التي أطلقت أعيرة مطاطية وقنابل صوتية وأخري مسيلة للدموع. علي المحتجين الذين رشقوها بوابل من الحجارة وسجلت عشرات الإصابات بين الفلسطينيين. وكانت قوات الاحتلال أغلقت المداخل لحي شعفاط وأوقفت القطار السريع الذي يمرّ من الحي. في مسعي لمنع وصول المحتجين إلي نقاط الاحتكاك القريبة مع المستوطنين والإسرائيليين. وردد المتظاهرون الفلسطينيون هتافات دعت إلي إشعال انتفاضة ثالثة. وقال بعضهم " إن هناك نية لتشكيل لجان حماية شعبية في أحياء القدس لمواجهة هجمة المستوطنين ومنع تكرار الخطف والقتل. علي الرغم من ترجيح مصادر أمنية إسرائيلية بأن محمد أبوخضير قتل علي خلفية قومية بيد متطرفين يهود. حاولت الرواية الإسرائيلية التشكيك. الناطق بلسان الشرطة ميكي روزنتال قال "إن الشرطة تحقق في كلّ الاتجاهات. في أن يكون القتل علي خلفية قومية أو جنائية" أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فدان عملية القتل وأوضح أنه أوعز لوزير الأمن الداخلي بضرورة الكشف عن الملابسات مشيرا إلي أن إسرائيل دولة قانون ومؤسسات "وبدا القلق الاسرائيلي مزدوجا فبالإضافة إلي الاشتعال الميداني الذي انتقل إلي أحياء أخري من القدسالمحتلة فإن عملية خطف وقتل انتقامية من قبل المستوطنين. قد تسحب البساط من تحت الحملة الدبلوماسية والعسكرية التي تديرها إسرائيل علي أرضية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين. ولم تخف مصادر سياسية إسرائيلية استغرابها بأن الإدارة الأمريكية سارعت إلي إدانة خطف وقتل الفتي الفلسطيني قبل أن تعلن إسرائيل نتائج التحقيق الرسمية. ما فهم علي أن التفهم الدولي للحملة العسكرية الإسرائيلية أخذ يضيق وقد يحدُ- من قدرة الحكومة الاسرائيلية المصغرة في إقرار خطط عسكرية تصعيدية في الضفة الغربية أو ضد قطاع غزة. بدورها أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن معركتها مع المحتل الاسرائيلي معركة مفتوحة لا يحدها زمان ولا متغيرات. مشددة علي أنها لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء تهديدات الاحتلال لقطاع غزة وعدوانه علي الضفة الغربيةوالقدس. وقالت كتائب القسام في بيان عسكري ألقاه الناطق باسمها خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة " إن التهديدات التي يطلقها العدو والتلويحَ بالحرب ضد غزة هي تهديدات لا تعني في قاموسنا سوي اقتراب ساعة الانتقام من العدو وتلقينه دروسا قاسية. وهي تهديدات لا تخيفنا ولا تربكنا ولن تدفعنا سوي لتحضير بنك أهدافنا استعدادا للحظة الصفر. وعلي العدو أن يدرك بأن المعارك السابقة له في غزة ستكون نزهة بالنسبة لما أعددناه له للمعركة القادمة". وأكدت كتائب القسام أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في القدسالمحتلة والضفة من عدوان همجي وحشي من جيش العدو وقطعان المغتصبين ضد أهلنا وشعبنا ولن تسمح للعدو بأن يستفرد بشعبنا في الضفة والقدس". وقالت " إن إرادة شعبنا في تحرير أرض الآباء والأجداد هي التي صنعت المقاومة. وصنعت كتائب القسام التي باتت اليوم جيشا مقاوِما لا تستطيع قوة في الأرض كسره كائنة من كانت. لأن مقاومتنا هي إرادة شعب وأمة. وليست صنيعة ظرف طارئ ولا حالة عابرة".