اذا كان هناك "مطبخ" للحياة الثقافية خارج القاهرة فهو بدون شك في الاسكندرية: بوابة مصر علي الغرب الاوروبي والشرق الشامي.. ففي يوم واحد كان هناك حشد كبير لمبدعي الاسكندرية ومثقفيها اقيم بنادي شباب الانفوشي. من خلال نادي ادب الانفوشي.. وفي اللحظة نفسها كان هناك لقاء بفرع اتحاد الكتاب. ندوة الانفوشي الحاشدة التي نظمها وقدمها جابر بسيوني كانت مزيجاً من رؤي وأفكار حول الوضع الثقافي الراهن. مع نماذج من الابداع الشعري والزجلي والأداء الموسيقي والغنائي وسط عشرات من الادباء يمثلون اجيالاً واتجاهات شتي. في مقدمتهم: فؤاد طمان وعبدالله هاشم ومحجوب موسي ومحمود امين وصلاح بكر ومني سالم ورأفت رشوان وخديجة غنيمة ومحمود الفحام ومحمد سالم وايمان حسن واحمد عواد ومصطفي الصباغ.. وشارك كذلك بالرأي والابداع الادباء: د.أحمد جويلي وحسن لمعي ومني عمر واحمد شاهر ومحمد برامو وميار رشوان وعبدالله حسن وجمال قدري واحمد السيد ورضا فوزي ورحاب عابدين وهدي حسن وشيماء ياسين.. وغيرهم. اثار عبدالله هاشم وجابر بسيوني بعض قضايانا الثقافية المزمنة والتي تمثل امراضاً مستعصية طوال ثلاثة عقود. مثل الشللية وجماعات المصالح والجزر المنعزلة وما يسميه عبدالله بالبلطجية الثقافية التي تسيطر علي بعض مراكز النشر والاعلام والصحافة. وقد استولت بعض هذه الجماعات علي منافذ بعينها وخصصتها لنفسها وللاصدقاء ولسائر الادعياء والفاسدين. فلا نجد منشوراً الا قصائدهم وقصصهم ومقالاتهم. ولا احد يكتب الا عنهم. ولاجوائز تعطي الا لهم. سواء جوائز الحكومة من المجلس الاعلي للثقافة او حتي جوائز القطاع الخاص.. ولايستثني من هذه الشللية وتبادل المصالح الا منافذ قليلة في مقدمتها جريدة "المساء" كما اكد ادباء الاسكندرية. اشار كل من محمد برامو وجابر بسيوني واحمد عواد ومني عمر ومني سالم وحسن لمعي وصلاح بكر واحمد السيد وشيماء ياسين إلي ان الدستور تضمن لاول مرة في تاريخ الدساتير المصرية باباً مستقلا عن الثقافة. من عدة مواد. لا من مادة واحدة.. كما اكد علي أن "الحق في الثقافة" كالحق في العلاج والاسكان والتعليم وغيره من حقوق الانسان العادية.. ولابد من دور للمثقفين في الوقت الراهن للمشاركة في بناء الوطن. والتصدي للتطرف والارهاب. واشاعة التفاؤل بين طبقات الشعب. لا الاحباط واليأس الذي يبثه المغرضون.. حتي مع استمرار الازمات والمشكلات المستعصية والقديمة في الوسط الثقافي كأزمة النشر. والشللية. والمصالح الذاتية هناك ما يدعو إلي التفاؤل بعد ان وضعنا ركنين اساسيين من اركان الدولة الديمقراطية. هما انتخاب الرئيس بحرية وشفافية كاملة. ودستور جيد وراق ويعبر عن طموح الشعب وثورتيه في 25 يناير و30 يونيه. مع القصائد الفصحي والعامية التي تخللت الحوار الفكري. استمع الادباء والجمهور للموهبتين: الطفل عمر عنتر عوض "8 سنوات" واخيه مروان "10 سنوات" في مجال الالقاء الشعري. والابداع كذلك.. ثم العازف والمغني محمد هدهود. والصوت القوي محمود جابر.. وسط حضور جماهيري كثيف لا تشهده الندوات الثقافية الا قليلا.