سور الأزبكية كان زمان.. هذا ما أكده باعة الكتب بالعتبة الذين أصابهم الحزن والحسرة علي مكتباتهم التي أصبحت بلا زبائن بعد نقلها أكثر من مرة وانتهي بها الأمر إلي ممر ضيق في العتبة جعل الباعة محجوبين عن رؤية العديد من الجماهير التي كانت تأتي من مختلف دول العالم لشراء الكتب حينما كان سور الأزبكية مقاماً حول سور حديقة الأزبكية. أصحاب الأكشاك أكدوا تعرضهم لخسائر فادحة من تكرار نقلهم حيث فقدوا كميات كبيرة من كتب التراث مما يمثل إهداراً لأموالهم ولتراث مصر. كما يعاني بعض باعة الكتب بجوار دار القضاء العالي بشارع رمسيس من عدم وجود أكشاك لهم مما اضطرهم إلي إلقاء الكتب علي الرصيف وطالبوا بإقامة أكشاك حضارية لهم تصلح لبيع الكتب. "المساء" تجولت بين باعة الكتب بسور الأزبكية وبجوار دار القضاء العالي ورصدت حالتهم. من أيام الإنجليز يقول محمود محمد الصعيدي وصبري السرجاني: سور الأزبكية من أهم الآثار والتراث المصري الذي تعرض للتهالك وقد عانينا من العديد من التنقلات بين أماكن مختلفة مما أدي إلي إهدار أعداد كبيرة من كتب التراث وضياعها ففي البداية كان أجدادنا يفترشون سور حديقة الأزبكية أيام الإنجليز وتعرضوا لكل أنواع الإهانة من الإنجليز الذين كانوا يرشون المياه علي الكتب لاجبارهم علي الرحيل لكن بعد قيام ثورة يوليو وتولي جمال عبدالناصر حكم مصر أصدر تراخيص لنا فأصبحت لدينا أكشاك مرخصة حول سور حديقة الأزبكية. أضافا: بعد تولي السادات حكم مصر حرص علي حمايتنا مثل جمال عبدالناصر وعارض فكرة نقلنا من أماكننا لأنه كان يقدر الكتاب وقد اعتاد أن يأتي إلي سور الأزبكية حينما كان ملازم أول وينحني علي ركبتيه لاختيار الكتب وشرائها بالقروش القليلة حيث تمتاز كتب سور الأزبكية برخص سعرها لأنها كتب مستعملة. حدثت المشكلة في عهد مبارك حينما تم نقلنا إلي شارع 26 يوليو بسبب بناء كوبري الأزهر وبعد ذلك تم نقلنا إلي منطقة الدراسة بسبب بناء نفق مترو العتبة فقمنا برفع قضية وحكم القضاء بعودتنا إلي العتبة عند السنترال ثم بعد ذلك انتقلنا إلي هذا الممر الضيق بجوار مسجد النصر بالعتبة بسبب البدء في إنشاء الخط الثالث للمترو منذ ست سنوات والذي لم يتم الانتهاء منه حتي الآن فأصبحنا محجوبين عن رؤية جماهير كثيرة كانت تأتي من مختلف دول العالم لسور الأزبكية لشراء الكتب عندما كان السور مقاماً حول سور الحديقة. طالبا الدولة بإعادة البائعين لمكانهم الأساسي حول سور حديقة الأزبكية مع إقامة محلات تصمم بشكل جيد وحضاري لأن سور الأزبكية من أهم ملامح مصر وله فروع في فرنسا والصين بنفس المسمي حيث أنشأ الأوروبيون أماكن لبيع الكتب وأطلقوا عليها سور الأزبكية وانتقلت الحضارة المصرية لدول العالم منذ قديم الزمان أما الآن فهي تعاني الإندثار في مصر. البيع بالكيلو يقول محمد سعيد وعبدالحكيم الراوي وعلي عبدالفتاح: تكرار نقلنا من أماكننا كبدنا خسائر فادحة حيث لا نستطيع الانتقال بهذه الأطنان من الكتب فاضطررنا لبيع كميات كبيرة بالكيلو وأدي ذلك إلي فقدان كتب التراث التي تم ادخالها ماكينات فرم الورق وتدويرها. أضافوا: سور الأزبكية فرصة ذهبية للفقراء حيث تباع الكتب فيه بأسعار مخفضة لأننا نشتري الكتب من الأدباء والصحفيين الذين يريدون بيع مكتباتهم ونبيعها للجماهير بأسعار مناسبة لهم. وبالإضافة إلي ذلك يأتي إلينا طلاب المدارس والجامعات لشراء الكتب المستعملة. فيجب علي الحكومة الاهتمام بسور الأزبكية والحفاظ عليه لأنه سوق عالمي. جمال ناصر الدين وسيد الطرابيشي من باعة الكتب بجوار دار القضاء العالي: يجب علي الحكومة أن تعتني بباعة الكتب ولا تعاملهم بمهانة وتقيم لهم أكشاكاً تحميهم من حرارة الشمس وتحافظ علي الكتب لأننا نضطر إلي إلقاء الكتب علي الرصيف ولا يوجد لنا أي مكان في سور الأزبكية الذي تحول إلي أزقة وممرات ضيقة فنطالب بتخصيص أماكن لنا تضم باعة الكتب مثلما يحدث في سائر دول العالم.