تكاثرت الأحداث أمامي وأنا اجلس لكتابة هذا المقال يوم الاثنين الماضي ليتم نشره اليوم الأربعاء واحترت متسائلا: ماذا اكتب؟ وعن أي شيء اكتب؟ وما هي النتيجة التي يمكن استخلصها من هذه الكتابة؟! أمامي حكم محكمة جنايات المنيا الذي صدر بتأييد حكم الاعدام علي 38 من أعضاء جماعة الاخوان والمؤبد ل 490 آخرين لادانتهم بحرق مركز شرطة مطاي بالمنيا وقتل نائب المأمور واصابة آخرين. وأمامي حكم آخر لنفس المحكمة باحالة أوراق 683 متهما إلي فضيلة المفتي لأخذ رأيه الشرعي في اعدامهم بينهم مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع بتهمة اثارة العنف والفوضي بالمنيا. ومن جانبي لا استطيع التعليق علي هذه الأحكام اعمالا للمبدأ المعروف الذي يمنع التعليق علي أحكام القضاء ايجابا أو سلبا.. لكني سوف انقل ردود الافعال التي نشرت حول هذه الأحكام. * هيئة الدفاع عن أعضاء الجماعة أعلنت انها ستتخذ إجراءات قانونية لوقف الأحكام.. جاء ذلك علي لسان محمد الدماطي المتحدث باسم الهيئة. * وقال جمال حشمت المتحدث باسم الجماعة ان احكام الاعدام لن ترهب الجماعة ولن تثنيها عن الفاعليات في الشارع. * وقال علي خفاجي أمين شباب الحرية والعدالة والمقيم بقطر: لو كنت صاحب قرار لأعلنت النفير العام داخل الجماعة لتحرير المحكوم باعدامهم. * ووصف هيثم أبوخليل الاخواني المنشق الحكم بأنه سياسي للضغط علي مناهضي النظام للتخلي عن مواقفهم وهناك حملة للتصعيد دوليا لكشف حقيقة هذه الأحكام المسيسة. * وطالبت منظمة العفو الدولية بالتراجع عن هذه الأحكام. * وانتقد الرئيس الألماني يواخيم جاون الذي يزور تركيا احكام الاعدام وقال ان هذا النوع من العقوبات غير مفهوم للأوروبيين.. أننا في غاية القلق. * ووصف الرئيس التركي عبدالله جول هذه الأحكام بأنها سياسية ولا يقبلها العقل. * وعلق مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع علي الحكم باعدامه قائلا: انه يصر علي السعي لتحقيق اهداف الجماعة حتي ان كلفه ذلك حياته. * أدانت الولاياتالمتحدة وعدة دول غربية هذه الأحكام واعربت عن قلقها الشديد لصدورها وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة اعرب عن هلعه. * وقال المرشح الرئاسي حمدين صباحي: احترم احكام القضاء المصري.. ولكن التوسع في الأحكام يسيء لصورته.. والقضاء قادر علي التصحيح. * عدد من رجال القانون أكدوا ان هذه الأحكام مطابقة لأحكام القانون وليست احكاما مسيسة. وقد حسم المستشار هشام بركات النائب العام الأمر وقرر الطعن بالنقض علي الأحكام الصادرة من محكمة المنيا واعتقادي الشخصي - وارجو ألا اكون مخطئا - ان النائب العام سيطالب بتخفيف بعض هذه الأحكام والغاء البعض الآخر. وأمامي موضوع حول مصرع محمد عبدالحميد "اخواني" المتهم الرئيسي بقتل شهيدة الصحافة ميادة اشرف في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة بشارع احمد عصمت بمنطقة عين شمس وكانت أجهزة الأمن قد تمكنت من القبض علي 3 أشخاص من المتورطين في مقتل ميادة اثناء اختبائهم داخل منزل في منطقة عزبة عثمان بقسم أول شبرا الخيمة. وأمامي حادث ثالث عن مصرع براء ياسر عزالرجال 18 سنة وهو ابن شقيق سائق المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان أثناء محاولته مع ابن السائق ويدعي عزالدين وليد عزالرجال 15 سنة وصديقهما توحيد هشام قنديل 15 سنة تركيب قنبلة باستخدام معلومات من الكمبيوتر عن طريقة التركيب فانفجرت القنبلة واصيب الفتيان الثلاثة بحروق شديدة وتوفي الأول فور وصوله للمستشفي. الحادث وقع في قرية العزيزية مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية. ولا تعليق لي علي الحادثين الأخيرين سوي ان اقول ان طريق العنف والعنف المضاد لن يأخذنا إلي نهاية سعيدة.. الإخوان لن يسكتوا وزعماؤهم يدفعون شبابهم ليكونوا وقودا لمحاولة استعادة ملك ضاع منهم.. ويكفي ما حدث من الصبية الثلاثة في المنيا وما حدث لهم.. فبدلا من ان يستذكروا دروسهم أملا في مستقبل أفضل ينفعون به بلدهم يقضون وقتهم في صنع المتفجرات.. واسأل: ما شعور السائق المحبوس علي ذمة قضايا عنف وهو يسمع ان ابنه الطفل وصديقه الطفل ايضا اصيبا اصابات بالغة بينما لقي ابن شقيقه مصرعه في الحادث؟! نحن أمام عقدة لا حل لها.. الاخوان يريدون اسقاط الدولة.. والدولة هي مصر.. وابدا لن تسقط مصر.. وإذا سقطت لا قدر الله فلن يكون الإخوان بمنأي عن الكارثة. العقل ضاع.. والمنطق اختفي.. والقادم مجهول!