* هل تسمحين لي بالبوح بمشكلتي التي قد يراها البعض بسيطة ولا أراها كذلك؟ أنا يا سيدتي زوجة منذ خمس سنوات.. لرجل يعمل في شركة قطاع خاص يبدأ يومه من التاسعة صباحاً إلي الحادية عشر ليلاً لا نراه.. كل يوم هكذا وطوال الأسبوع في البداية ظننت الوضع مجرد فترة يستقر به العمل ثم يتفرغ لنا.. لكن ما حدث كان غير ذلك تماماً.. كان كل يوم ينشغل أكثر وأكثر.. تغاضيت عن ذلك خاصة بعد أن أنجبت وحاولت الانشغال بطفلتي لعلها تعطيني بعض السلوي عن غياب زوجي حتي يفرجها الله بعوته رغم أنه غير مسافر ولكنني اعتبرته هكذا حتي لا أجن. منذ فترة قررت عدم الصمت علي ما يحدث وبدأت الحديث معه وطلبت منه الاهتمام بي وابنتيه فقال: بكرة. تعجبت من الكلمة وقلت نتظر لبكرة.. ولكن هذا اليوم لم يأت. وهكذا عدت فطلبت منه أن يكف عن الاستهتار بي وبمشاعري فأنا سيدة تريد أن تشعر بدفء الحياة الأسرية وبعاطفة زوجها.. لكنه كرر نفس الكلمة.. بكرة. ولا أدري هل لها معني آخر غير المعني الذي نعرفه؟.. لا أدري. إلا أنني قلت له كلمة أثارت غضبه ولم أعرف يوماً عنه أنه يغضب لأي شيء ولا يشعر بنا علي الاطلاق. قلت له سيأتي اليوم الذي تطلب فيه حبي ووجودي بحياتك وسأقول لك: بكرة وتحولت كلمة بكرة إلي حكاية نقلها لكل عائلتي وقال هي تهددني بالخيانة.. أثار ضجة لا أعرف أن مصدرها سيكون هذه الكلمة.. حتي ان حماتي قالت لي: إن هذا التهديد لا تقوله إلا إنسانة غير محترمة. التزمت الصمت ولم أرد عليها احتراماً لمن هي في سن أمي. وتركت البيت وذهبت إلي أسرتي التي أرادت في البداية أن تعرف التفاصيل فرفضت ثم جاء اليوم الذي كان لابد أن أبوح لهم بأن زوجي لا يقربني بالشهور.. ولا ينام معي في غرفتي إلا بعد نومي.. مما دفع والدي لأن يطلب منه كشفاً طبياً. وقد جاء هذا الطلب دون معرفتي فاتصل بي زوجي ساخطاً عليَّ وقال لي مالا أستطيع قوله واتهمني بالفجور وطلقني وتركني لدي أسرتي. وعندما عرفت قلت لأمي إن زوجي سليم معافي ولكن هناك ما يبعده عني. ياسيدتي أنا أحب زوجي ولم أفكر لحظة في الابتعاد عنه.. ولكن ما حدث كان غصباً عني.. خالي يريد التدخل ووالدي يرفض ويقول إن ما فعله إهانة كبري لنا وأنا أرجو منك التدخل لدي والدي. فرغم غياب زوجي عني ورغم عصبيته غير المبررة وردوده التي لا معني لها.. إلا أنني أرغب في العودة إلي زوجي لأجل ابنتي ويا ليتك تدركين مثلي كم تعاني المرأة الحرمان من زوجها وهو بجوارها فقط بجسده لا روحه.. وقد حرمني زوجي الاثنان معاً. أرجوك ساعديني. الزوجة المعذبة لا أدري لماذا أشعر بأن هناك حلقة ناقصة في حكايتك.. أو لعلك قررت الاختصار فجاء ذلك علي حساب تسلسل الأحداث.. فلا يوجد منطق يدفع والدك لأن يطلب تحليلاً طبياً من زوجك إلا إذا كانت هناك شكوي أخري غير أنه ينام في غير حجرتك. ربما كان يأتي متأخراً متعباً ولا يريد ازعاجك. ربما ولا تحزني مني كنت أنت من العناصر الطاردة لشريك الحياة ولا تشعرين بذلك.. فقد تكونين كثيرة الشكوي والتأفف والانكار مثلاً أنا أفكر معك لنصل إلي الحل.. لأنك بادرت بالتوجه إليه طالبة حق اللجوء العاطفي إلي زوجك ولكنه لم يستجب.. بل قالها بسخرية بكرة وكأن الأمر لا يعنيه.. هذا الرجل الذي فضل الغياب في عمله وعن فراشه ثم غاب عنك لابد أن يكون خلفه شيء أكبر من مجرد عجز جنسي سارعت إلي نفيه إذن ما السبب الحقيقي؟.. هذا السؤال لا يمكن الإجابة عنه من طرف واحد وإنما لابد أن تكون الإجابة عنه في جلسة تضم حكماً من عندك وحكماً من عنده. وفي هذه الحالة يكون الحل الصحيح دون غضب تقولين الحقيقة ويقول الحقيقة. تحدثي لوالدك واطلبي إليه عدم الانزعاج من تدخل خالك فهذا لن يقلل من شأنك ولعله فهم من الكلمة التي قلتيها له انك ستنصرفين عن حبه وعنه إلي رجل آخر فلا أحد يعلم أيضاً كيف عبرت عن ذلك. عزيزتي: الكلام قد يُقال بأكثر من أسلوب ونبرة الصوت وطريقة تعبير الوجه.. كلها أدوات تساعد علي أن يكون للمعني أكثر من وجه.. ولهذا أقول لك راجعي نفسك وراجعي زوجك.. لعل الأمور تعود إلي نصابها.. وإن كنت أفضل زيارتك لمعرفة الحقيقة أو نصف الحقيقة.. لأنك تملكين النصف وهو النصف الآخر. أما في حالة أن يكون المودة انتهت من بينكما فتأكدي أن الانفصال هو الحل الأمثل لكما ولطفلتكما.