أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعم بلاده للإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكنه رفض بقوة جهود الفلسطينيين لطرح إعلان دولتهم علي الأممالمتحدة. شدد أوباما في خطاب مخصص للثورات العربية ألقاه في مقر وزارة الخارجية الأمريكية علي أن عجلة التغيير ستستمر. قائلا إن زعيمين تنحيا وكثيرين قد يلحقون بهما. وقال إن الشرق الأوسط شهد علي مدي الشهور الستة الماضية تغيرات استثنائية. مشددا علي أن شعوب المنطقة ارتقت للمطالبة بحقوقها السياسية. مشددا علي أن مستقبل أمريكا مرتبط بهذه المنطقة.. وأشاد أوباما بثورتي مصر وتونس. وقال إن الشعوب في الشرق الأوسط أخذت زمام أمورها. مشيرا إلي أن السلطة هناك تتركز في أيدي عدد قليل للغاية من الأفراد . وقال أيضا إن الشهور الستة الماضية برهنت علي أن إستراتيجيات القمع لم تعد صالحة. وحذر من أن مساعي التغيير قد تتحول إلي صراع شرس علي السلطة.. وفي إطار الحديث عن دعم الثورات العربية. قال أوباما إن الأولوية القصوي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي تعزيز الإصلاح وإنها ستعارض استخدام العنف والقمع ضد المحتجين. واعتبر أن السياسة الأمريكية في المنطقة تواجه فرصة تاريخية لإظهار أن أمريكا تثمن كرامة بائع متجول في تونس أكثر من القوة الغاشمة لدكتاتور. وتعبيرا عن ذلك. أعلن أوباما أنه ينبغي للولايات المتحدة في الشهور القادمة أن تستخدم كل مواردها لتشجيع الإصلاح بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما قال إن واشنطن ستساعد الحكومتين الديمقراطيتين الجديدتين في مصر وتونس علي استعادة الأموال المسروقة. وأعلن في هذا الصدد أيضا عن برنامج جديد للمعونات الاقتصادية يبدأ بمصر وتونس بما في ذلك مساعدة الحكومات الجديدة. تحدث أوباما عن انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة في العراق. مشيرا في الوقت نفسه إلي قرب تسليم المهمة للأفغانيين. تطرق الرئيس الأمريكي في خطابه إلي الوضع بسوريا. وقال إن علي الرئيس بشار الأسد أن يقود التحول في بلده أو يتنحي جانبا. كما اعتبر أن علي سوريا أن تبدأ حوارا جادا للنهوض بالتحول الديمقراطي. وإلا فسيصبح الأسد معزولا". علي حد تعبيره. كما شدد علي ضرورة توقف قوات الأمن السورية عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية. وإلا فإن النظام السوري سوف يواجه تحديا داخليا وعزلة دولية وأضاف إن الشعب السوري أعرب عن شجاعته أمام حملة القمع في البلاد.واعتبر أن سوريا تدور في فلك إيران. قائلا إن النظام الإيراني منافق لأنه يتحدث عن دعم المظاهرات في الخارج بينما يقمع المتظاهرون بالداخل. وانتقل أوباما للوضع في ليبيا. وقال إن الوقت ليس في صالح القذافي وسيرحل في النهاية.وفيما يتعلق باليمن. رأي أوباما أنه لا بد للرئيس اليمني أن ينقل السلطة ويفي بالتزامه. وتحدث عن البحرين أيضا. ودعا زعماء البحرين لتهيئة الظروف للحوار مع المعارضة. واتهم إيران بمحاولة استغلال الاضطرابات في البحرين. ورفض أوباما ما وصفه بأنه جهد لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل. وقال إن جهود تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلي الفشل والتحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة لن تخلق دولة مستقلة. كما شدد علي أن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل لا يهتز. كما أعلن الرئيس الأمريكي أن أي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية يجب أن يعتمد علي حدود 1967 مع مبادلات لأراض يتفق عليها الطرفان. كما قال إنه يجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تتوفر لها مقومات البناء. واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن خطاب موجه إلي الشرق الاوسط ودول شمال افريقيا في الأساس. وإن كان يستهدف العالم الخارجي. إلا أن له مغزي داخليا وسياسيا في إطار سعي أوباما لمدة ولاية رئاسية ثانية. وقالت الصحيفة الامريكية في تقرير بثته علي موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت إن أوباما يسعي من خلال خطابه إلي تعزيز الدور الامريكي فيما يحدث من تغيرات كبيرة وغير مسبوقة في الشرق الاوسط. لكنه يحاول في الوقت ذاته إظهار إدارته بالشكل اللائق فيما يتعلق ببذل جهود كبيرة من أجل إحلال السلام في الشرق الاوسط. وأوضحت أن الرئيس الامريكي حاول كثيرا منذ توليه سدة الحكم إحداث توازن بين التقرب إلي العالم الاسلامي وفي الوقت ذاته محاربة الإرهاب ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأضافت أنه بالرغم من محاولات أوباما وإدارته لبذل المزيد من الجهود للوصول إلي اتفاقية سلام. الا ان موقف الادارة الامريكية من الناخبين الامريكيين اصبح صعبا للغاية. وذلك بسبب توقف عملية السلام وبطء التخلص بسرعة من سياسات عصر سلفه جورج بوش الإرهابية والاحداث الثورية الأخيرة بالعالم العربي التي أجبرت إدارته علي اتخاذ قرارات تتلائم مع كل حالة بذاتها مما جعلها تبدو أحيانا متضاربة .. وأشارت إلي أن الرئيس الامريكي يضع نصب أعينه أصوات الناخبين اليهود بالرغم من قلتهم. إلا أن تصويتهم حاسم. معيدة إلي الاذهان فوز أوباما بنحو 80 % من الاصوات اليهودية في انتخابات عام 2008.