عشر سنوات مضت وأهالي فرشوط ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء مشروع الصرف الصحي بالمدينة لينقذ المنازل مما يحيق بها من أخطار ارتفاع منسوب المياه الجوفية وهو ما تسبب في انهيار وتصدع عدد من المنازل وأدي لتشريد أسر لم تجد لها مأوي.. أما الشوارع فقد تحولت إلي حفر وبرك ومستنقعات تنشر الأمراض والأوبئة وتتسبب في أزمة مرورية خانقة.. يقول بركات الضمراني من الأهالي : ان مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية زادت بعد تنفيذ مشروع قناطر نجع حمادي الجديدة وكان مخططاً الانتهاء من مشروع الصرف الصحي قبل تشغيل القناطر لتلافي الآثار الجانبية لها طبقاً للدراسات العلمية التي أجريت حول مشروع إلا انه تم الانتهاء من القناطر وتشغيلها عام 2006 بينما مازال العمل مستمراً في مشروع الصرف الصحي حتي الآن وأصبحت المشكلة تزداد سوءاً كل يوم.. يضيف عصام محمد "موظف" ان المياه الجوفية لم تترك منزلاً في المدينة يخلو من الشروخ والتصدعات أو تراكم الأملاح أسفل الجدران مشيراً إلي اعتماد الأهالي علي بيارات الصرف الصحي التي تفيض كثيراً نظرا لتأخر سيارات الكسح عن تلبية الاحتياجات المتزايدة. أشار مصطفي العدوي "موظف بالصحة" إلي أن مشروع الصرف الصحي بدلاً من أن يكون مصدراً للسعادة وسبباً في حمايتنا من أخطار المياه الجوفية تحول إلي سبب لزيادة معاناة المواطنين وعذابهم اليومي في شوارع المدينة بعد أن تركت الشركة المنفذة أعمال الحفر لتركيب المواسير كما هي ولم تقم بإعادة الشيء لأصله طبقاً لبنود العقد وهو ما أدي إلي انتشار الحفر والمطبات في شوارع المدينة وتحولها لبؤر للتلوث... ويري محمود مسعود ضرورة توصيل المشروع إلي المناطق الشعبية مثل الهواشم والكحريتة لأنها الأكثر تأثراً بالمياه الجوفية.. مشيراً إلي عدم تنفيذ الشبكة في تلك المناطق خوفاً من انهيار المنازل أثناء الحفر.. قال المهندس محمد عاطف: ان العمل بالمشروع بدأ عام 2004 باعتماد يصل إلي 500 مليون جنيه بالتزامن مع إنشاء قناطر نجع حمادي.. وان فرحة الأهالي كان عند البداية في المشروع حيث كان العمل يسير بسرعة كبيرة خلال أول عامين وكان من المفترض الانتهاء من التنفيذ عام 2008 إلا ان العمل بدأ يمضي بطيئاً بسرعة السلحفاة لتأخر الاعتمادات المالية بعد صرف أكثر من 200 مليون جنيه.. يضيف: انه عقب ثورة يناير توقف العمل تماما.. ويطالب بسرعة الانتهاء من المشروع للحفاظ علي ما تم انجازه خاصة بعد انتشار ظاهرة سرقة أغطية الزهر ولانقاذ مدينة فرشوط من الغرق.