مظاهرات الغضب الشعبية التي اجتاحت الكثير من العواصم العربية مؤخرا كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن فتحت المجال امام عقد الكثير من المقارنات بين الآلية التي تعامل بها النظام السابق مع الاحتجاجات وبين الآليات التي اتبعها حكام باقي الدول العربية مع شعوبهم الغاضبة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل راح شباب الثورة المصرية يحللون الأحداث الملتهبة في الوطن العربي من واقع تجربتهم التي أسفرت عن ثورة ناجحة أبهرت العالم بأسره فما رأي بعض ثوار مصر في هذا الشأن؟ محمد طلعت المنسق العام المساعد لاتحاد الثورة المصرية: في يوم ما ظن الجميع أن النظام المصري أقوي الأنظمة بالمنطقة ولا يمكن أبدا أن يتزعزع لكن الشعب المصري تمكن من اسقاطه لذلك أقول للثوار في كل أرجاء العالم العربي.. إن كل هذه الأنظمة الظالمة إلي زوال لكن هذا لا يقلل من أن الشعب المصري كان أكثر حظاً من باقي الشعوب لأن القوات المسلحة وقفت إلي جانب الشعب ووضعت حداً لنزيف الدماء الذي تسبب فيه العادلي فقد سيطر الجيش علي مقاليد الأمور وهو ما لم يتوافر لباقي الشعوب العربية الثائرة التي لازالت تقع كفريسة تحت مطرقة الشرطة التي دائما ما تستخدمها الانظمة الديكتاتورية ضد شعوبها. أكد طلعت علي أن مبارك لم يكن أفضل حالا من باقي الزعماء الذين يقتلون في شعبهم لانه تنحي حينما أيقن أن الجيش سيقف في صالح الشعب ولن يدعم نظامه اتفق معه في الرأي محمد علام "المنسق العام لاتحاد الثورة المصرية" الذي قال: هذه الانظمة الديكتاتورية تأبي أن تستوعب أن ارادة الشعوب هي التي تنتصر. وأكد علام علي أن مبارك لو اتيحت له فرصة كي يفعل ما فعله القذافي بشعبه لم يكن ليتردد مطلقا بدليل أنه أباح لشرطة العادلي استخدام كل أنواع العنف ضد المتظاهرين مما أدي لوجود عنف مضاد من جانبنا تمثل في تخريب أقسام الشرطة وحرق عربات الأمن المركزي ولم يكن حظنا سيصبح أفضل بأي حال من حظ الشعوب المجاورة التي تذبح ليل نهار. التقطت منه أطراف الحديث مشيرة شفيق "24 عاما" محاسبة وشاركت في مظاهرات ميدان التحرير.. حيث قالت: الأنظمة العربية أثبتت للعالم كله أنها مصابة بالحماقة السياسية فهي تكرر استخدام سيناريو العنف الذي اثبت فشله الذريع في تجربتي مصر وتونس ومع ذلك لايزال الحكام العرب مقتنعين بأن شعوبهم لابد ان تحكم بالنار والحديد. تتبني نفس وجهة النظر جيهان ماهر "28 سنة" مصممة أزياء وعضو مؤسس لاتحاد الثورة والتي قالت: تشبث الحكام العرب بعروشهم علي حساب دماء شعوبهم أمر لا تقبله الانسانية ولا يقبله العقل الذي يؤكد ان هناك موجة تطهير حقيقية تجتاح العالم العربي للتخلص من زمرة الحكام اللصوص الذين نهبوا لعقود طويلة. اتهمت جيهان الرئيس المخلوع بالغباء السياسي قائلة: مبارك شخص عنيد جدا ولديه نرجسية جعلته يتصور أن لن يقدر عليه أحد واعتقد ان المتظاهرين سينصرفون مع أول قنبلة مسيلة للدموع تنفجر في وجوههم لكنه فوجيء بغضب شعبي لم يرد له علي بال فتأكد أن تنحيه ضرورة حتمية. يري محمد حجاج.. منسق فرع بورسعيد لاتحاد الثورة المصرية أن الشباب العربي يقود حاليا راية الثورات في كل العالم العربي بشكل متزامن لأن ظروفهم متشابهة إلي حد كبير فالفقر والبطالة والظلم وكل ضغوط الحياة التي نعاني منها وصلت إلي الذروة وهذه هي لحظة الانفجار. وتعجب حجاج من تكرار قادة اليمن وليبيا وسوريا لنفس الاخطاء التي أودت بنظام مبارك وبن علي وهي اتباع السياسة القمعية ضد المحتجين والتي تزيد من صلابة الشعوب بدلا من أن تنال منها واذا كان مبارك هو الحاكم الوحيد الذي تنحي بعد 18 يوماً من الاحتجاجات فهو لم يفعل ذلك كمبادرة منه بل اضطر للتنحي عندما لم يجد بديلا خاصة بعد أن عقد الجيش اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بدونه ويقيني ان قرار التنحي اتخذ في هذا الاجتماع وتم املاؤه علي مبارك الذي لم يجد بدا منه خاصة بعدما فقد شرعيته حينما ثارت عليه كل طوائف الشعب من رجال دين وعلم وأدب فضلا عن الطبقة الكادحة. محمد عاصم "30 عاما" محاسب وعضو اتحاد شباب الثورة قال: الوضع العام في كل دولة وطبيعة شعبها سيكون لهما الكلمة الفصل في نجاح ثورة البلد ويقيني انه لن توجد في المنطقة ثورة بيضاء كما هو الحال بالنسبة لثورتنا لأن الثورات غالبا ما تصطبغ باللون الأحمر وهو ما رشح ثوار مصر لجائزة نوبل بدليل أن مبارك رضخ لمطالبنا بعد 18 يوماً من الثورة فقط وهذا لم ولن يتكرر في أي وطن آخر.