شهدت محافظة أسوان حالة من الهدوء والاستقرار في ثاني أيام الهدنة التي أقرها ائتلاف القبائل العربية بين طرفي النزاع قبيلتي بني هلال والدابودية رغم محاولة البعض إطلاق الشائعات لإشعال الفتنة من جديد.. وبدأت الحياة تعود إلي طبيعتها خاصة بعد حالة الاستنفار الأمني من قوات الجيش التي تجوب شوارع المدينة بالمدرعات وتتمركز قوات كبيرة من القوات المسلحة والشرطة في مناطق النزاع مما طمأن المواطنين .. بينما يبذل رجال المصالحات جهودا كبيرة في لم الشمل خاصة بعد مشاركة وفود ائتلاف القبائل العربية من مختلف محافظات الجمهورية. نجحت الجهود الشعبية والأمنية في إعادة الطمأنينة إلي الأهالي وأصحاب المحلات والمخابز الذين عادوا لاستئناف أعمالهم مما أدي إلي انفراجة كبيرة في أزمة رغيف العيش بأسوان.. تم منح قبيلتي الدابودية والهلايل مهلة شهراً لحصر الخسائر البشرية المادية وتقديمها للحكام العرفيين لتحديد قيمة الديات والتعويضات. يقول هاني يوسف "رئيس الاتحاد النوبي وعضو لجنة المتابعة" سوف نرضي بأي أحكام عرفية تفرض علي طرفي النزاع لكننا نريد حلولا نهائية وعودة للدولة وسيادة القانون وإسقاط الهمجية التي شوهت صورة أسوان الجميلة.. وطالب بإبعاد المسئولين المرفوضين شعبيا عن جلسات التفاوض للوصول إلي حلول سريعة. أعرب أحمد سيد "رئيس جمعية بني هلال" عن سعادته للاستقرار النسبي بأسوان بعد جهود رجال المصالحات.. وأضاف نقولها بصراحة لشباب الطرفين: تعايشوا معًا في أمن وسلام.. ومن يريد الدماء فليبحث له عن أرض وسماء أخري "يتقاتلون عليها وتحتها". أضاف: أي حلول وقرارات تأخذها لجنة المصالحات سوف نوافق عليها والأيام القادمة سوف تشهد تحولا كبيرا في موقف شباب القبائل الذي كان يؤدي في السابق إلي اشتعال الأحداث. قال الشيخ عبدالمجيد عثمان رئيس ائتلاف القبائل العربية بأسوان ان وفود ائتلاف مشايخ القبائل العربية قرر مد المهلة شهرا لإعطاء فرصة لتهدئة النفوس ومعالجة المرضي وإزاحة أي شباب متهور من الطرفين من الحوار. أضاف ان لجنة المصالحات تواصل انعقادها طوال الأيام القادمة لمراقبة الموقف عن قرب وانتهاز أي فرصة تسنح لعقد مؤتمر الصلح قبل انتهاء مدة الشهر. تشييع جثمان الضحية 26 شيع أهالي أسوان بمنطقة خور الدابودية والهلالية جنازة المواطن "شاذلي. ش. خ" 32 سنة آخر ضحية في أحداث الاشتباكات الدامية التي دارت متأثراً باصابته ليرتفع عدد القتلي إلي .26 شارك في تشييع الجثمان كبار العائلات والعواقل وذوي المتوفي في وجود انتشار أمني مكثف. كشفت مصادر أمنية ان الهدنة مستمرة بين القبيلتين حتي الآن وان القتيل الذي توفي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً باصابته بحروق بلغت نسبتها 95% ولم تشهد أسوان أي اشتباكات بعد اعلان الهدنة التي اتفق عليها الطرفان.