الرقابة علي المصنفات الفنية في مصر تتحدي مشاعر الأزهر بل وتتحدي مشاعر المسلمين جميعاً.. ففي الوقت الذي رفض فيه الأزهر الشريف عرض الفيلم الأمريكي "نوح" لحرمة تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية وافقت الرقابة علي عرضه بدور السينما المصرية ضاربة بقرار أكبر مؤسسة دينية عرض الحائط. واضح ان الرقابة كانت قد أجلت إبداء رأيها في عرض الفيلم من عدمه حتي تهدأ ثورة الأزهريين ويتناسي الموضوع ولكن المفاجأة التي أعلنها الناقد الفني طارق الشناوي حسمت الموقف عندما أكد لقناة سي بي سي اكسترا ان الرقابة وافقت علي عرض الفيلم وبالتالي لا عزاء للأزهر بل وللمسلمين جميعاً. قد يقول المتشنجون من الذين يطلقون علي أنفسهم "مبدعين" ان ذلك حرية فكر وإبداع متاح للجميع.. ولكن نقول لهم ان الإبداع لا يكون بالمساس بالأنبياء الذين كرمهم الله سبحانه وتعالي فالرسل ليس لهم مثيل ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يتشبه بهم ممثل من الممكن ان يجسد دور النبي في فيلم وفي فيلم آخر نشاهده مع عشيقته في غرفة نوم أو يحتسي الخمر أو بلطجي وغير ذلك من المشاهد التي نراها ليل نهار.. كما أن الخوض في تفاصيل حياة أي نبي من خلال الأعمال الدرامية يكون فيه تحريف واضافة جديدة للأحداث حتي تتواكب مع حبكة السيناريو وهو ما يعرض سيرة الأنبياء للأباطيل والافتراء عليهم. الغريب انه في الوقت الذي رفضت فيه معظم الدول العربية والإسلامية عرض الفيلم مثل الامارات والبحرين وقطر واندونيسيا وغيرها نجيزه نحن بلد الأزهر الذي يجب ان يكون مثلا يحتذي فهو قبلة المسلمين وكل الدول تسير علي دربه.. أما نحن فلا نحترم قرارات مؤسساتنا الدينية ولا نعير لها اهتماماً. لذلك اتمني ان تكون هناك وقفة حازمة ويتم منع عرض الفيلم في دور السينما من قبل المسئولين قبل ان تحدث فتنة وترتكب جرائم بسبب هذا الفيلم لأن هناك من يتربص بنا لتأجيج نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وحتي لا نترك المجال للمتشددين والمتطرفين ان يستغلوا العرض فرصة للقيام بأعمال تخريبية.. في الوقت نفسه يجب ان نجبر أي مؤسسة علي احترام رأي الأزهر وهذا ليس نوعاً من التشدد لأن الجميع يعرف ان الأزهر منبر الوسطية والاعتدال وما يصدر عنه انما يكون لمصلحة الأمة. إشارة حمراء الأزمة التي يعاني منها الشعب المصري بتكرار انقطاع الكهرباء أكثر من مرة يومياً تجبرنا علي البحث عن بدائل أخري لتوليد الطاقة مثلما قامت به وزارة الدولة لشئون البيئة بانشاء وحدات من الطاقة الشمسية لانتاج الكهرباء في منطقة وادي الحيتان بمحمية وادي الريان بالفيوم.. السؤال هنا لماذا لا يتم تعميم مثل هذه التجربة ونعتمد علي الطاقة الشمسية حتي نخرج من الأزمة المظلمة التي نعاني منها يومياً لاسيما وان الله حبانا بشمس مشرقة علي مدار العام لن نشتريها ولن تكلفنا أموالاً باهظة مثل السولار وستحرر رقابنا من مقصلة وزارة البترول؟