* يسأل سعيد سالم المنوفي صاحب مطعم: ما حكم الدعاء في خطبة الجمعة..وما حكم رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة؟ وهل الدعاء مستحب؟! ** يجيب الشيخ محسن أحمد عبدالظاهر مدير إدارة أوقاف الهرم بالجيزة: الدعاء في الإصطلاح: حقيقة الدعاء استدعاء العبد ربه العناية واستعداده إياه المعونة.. قيل: حقيقة إظهار الافتقار إليه. والتبري من الحول. وقيل: مناداة الله تعالي لما يريد من جلب منفعة أو دفع مضرة والمضار والبلاء بالدعاء أما حكم الدعاء في خطبة الجمعة مطلقاً: فقد ذهب البعض إلي أن الدعاء في الخطبة للمؤمنين واجب وركن لا تصح الخطبة إلا به ومحله الخطبة الثانية. وهذا القول هو أحد قولي الشافعي نص عليه في الأم. ونقله عنه المزني في مختصره في هامش الأم وقال بذلك جمهور الخراسانيين من الشافعية قاله النووي وممن ذهب إلي ركنيتها من أئمة الشافعية الجويني وأبوحامد الغزالي وقد قال أبوعبدالمعطي الشافعي: "وخامسها. أي أركان الخطبة دعاء أي ما يطلق عليه اسم دعاء المؤمنين. ويجب أن يكون بأخروي فلا يكفي الدنيوي والأولي في الدعاء التعميم. وقال أبويحيي الأنصاري "وخامسها أي أركان الخطبة دعاء للمؤمنين". والقول الثاني: إن الدعاء في خطبة الجمعة مستحب وليس واجباً ولا ركناً في الخطبة وهذا قول جمهور أهل العلم وهو أحد قولي الشافعي. وهو الذي رجحه جمهور العراقيين عن الشافعي فأما الحنفية: من سنن الخطبة أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات. الدعاء يسن في الخطبة للمؤمنين والمؤمنات والنصر علي الأعداء . وأما المالكية: من سنة الإمام ومن شأن الإمام أن يقول إذا فرغ من خطبته: يغفر الله لنا ولكم ولا شك أن استغفار الخطيب له وللمؤمنين يعد من الدعاء. وقال الرملي: "يسن الدعاء للمؤمنين بأخروي لا دنيوي. لاتباع السلف والخلف ولأن الدعاء يليق بالخواتيم". واما الحنابلة: فهم متفقون علي أن الدعاء في خطبة الجمعة مستحب وليس واجباً. ويستحب أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات ولنفسه والحاضرين. ويدعو للمسلمين يعني عموماً وهذا بلا نزاع. وأشار بعض أهل العلم إلي أنه باتفاق الأمة لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخطبة ففيها أولي. عن أنس بن مالك قال: "أتي رجل أعرابي من أهل البدو إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: يا رسول الله هلكت الماشية. هلك العيال. هلك الناس. فرفع رسول الله صلي الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون. قال: فلما خرجنا من المسجد حتي مطرنا فمازلنا نمطر حتي كانت الجمعة الأخري ... الحديث" رواه البخاري ومسلم. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كل جمعة".. أخرجه البزار والطبراني. قال البزار لا نعلمه عن النبي صلي الله عليه وسلم إلا بهذا السند. ما أخرجه عبدالرزاق في مصنفه عن ابن جريح عن ابن شهاب قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو علي المنبر يوم الجمعة فيؤمن الناس. قال: وقد قال عطاء: هو حديث وهو حسن. أما حكم رفع اليدين في الدعاء حال الخطبة فهو جائز ولا بأس به.