مأساة حقيقية يعيشها العديد من أهالي عشش "الترعة التوفيقية" بعزبة النخل بالمرج حيث يواصلون اعتصامهم للشهر الثاني علي التوالي أمام ديوان عام محافظة القاهرة بعد قيام المحافظة بهدم عششهم التي كانت موجودة أسفل الكوبري المنهار "كوبري الشيخ منصور" وازالة الشرطة خيامهم التي يعتصمون بداخلها أمام ديوان المحافظة وتركهم يعيشون الآن في العراء وبلا مأوي.. ومع ذلك لا يستمع لهم أحد. تفقدت عدسة "المساء" أحوال الأهالي المعتصمين لكشف كواليس الموقف. تقول إيمان علي شحاتة: بعد قيام المحافظة بهدم العشش التي كنا نسكنها أسفل كوبري الشيخ منصور لم نجد مأوي فلجأنا لاقامة خيام مكان العشش.. ولكننا فوجئنا فجراً أثناء نومنا بشرطة المرافق تهدم الخيام علي رؤوسنا والاعتداء علينا بالعصي مما دفعنا للفرار واللجوء للاعتصام هنا في الحديقة المقابلة لديوان محافظة القاهرة للمطالبة بالمساكن البديلة التي وعدتنا بها محافظة القاهرة وحي المطرية ولكنهم لم يفوا بالوعد. أضافت: نعاني بشدة خلال اعتصامنا من برودة وتساقط الأمطار التي تغرق ملابسنا وفراشنا ونتعرض من وقت لآخر للمطاردة من جانب الشرطة التي تريد فض اعتصامنا فلا نجد مأوي سوي الدخول الي المقهي المقابل للحديقة والمبيت فيه ويتولي صاحب المقهي احضار البطاطين إلينا وتعاطفاً معنا ورأفة بحالنا ليحمينا من برد الليل القارس. تصرخ عايدة سالم وتسأل: الي متي سنظل لاجئون علي الرصيف.. نرجو من المسئولين أن ينظروا إلينا بعين الرحمة والعطف حيث قاموا بهدم العشش الخاصة بنا أسفل كوبري الشيخ منصور دون سابق انذار علي عكس ما قاله محافظ القاهرة علي الفضائيات بأنه منحنا مهلة 21 يوماً قبل الازالة. أضافت: لقد ازالت الشرطة العشش التي كنا نقطنها أسفل كوبري الشيخ منصور ولم يكن يتواجد جميع الأفراد بداخلها فهناك من كان يتواجد في سوق الثلاثاء لشراء احتياجاته وهناك من كان في عمله. موضحة أن الشرطة قالت إن المتواجدين في عششهم فقط أثناء الهدم هم الذين سوف تمنحهم المحافظة شققاً أما الآخرون فلن تمنحهم شيئاً. قالت بعد عودة السكان من الأسواق العمل لم يجدوا سوي اطلال للعشش التي تم هدمها وللأسف مسئولوا الحي والمحافظة تنصلوا من المسئولية ويرفضون الاستماع لأحد من أصحاب المأساة. يقول زكي أحمد وولاء أحمد: ذقنا كل أنواع المعاناة والعذاب خلال الشهرين الماضيين.. ففي أول الأمر هدمت المحافظة عششنا أسفل كوبري الشيخ منصور وبعد ذلك هدمت الخيام التي أقمناها أمام الديوان العام والآن تطاردنا الشرطة وتطردنا من مكان اعتصامنا مؤكدان أن السبيل الوحيد لتحقيق مطالبنا والحصول علي حقوقنا الضائعة هو الاعتصام. قالا: للأسف الآن تتنصل محافظة القاهرة من المسئولية وتلقيها علي رئيس حي المطرية الذي يلقيها بدوره علي محافظة القاهرة.. دون أدني مراعاة لمعاناتنا ومأساتنا. أكد صبحي محمد محمود وحسن صابر المسئولان بحي المطرية أعدوا كشفاً بأسماء 29 أسرة متضررة من سقوط كوبري الشيخ منصور وهدم العشش.. ووعدوا بمنحهم مساكن علي الفور علي أن يتم تقسيم باقي الأسر الي مجموعات كل مجموعة تتكون من 30 أسرة ليتم تسليمهم الشقق مجموعة تلو الأخري. وبالرغم من ذلك لم تحصل أي أسرة من المعتصمين علي شقة حتي ال 29 أسرة في الكشف الأول.. وأوضحنا أن رئيس حي المطرية ومسئولو التسكين بالحي وشرطة مرافق المطرية وقعوا علي الكشوف ولكن المسئولين يأجلون دائماً المواعيد التي يحددونها لتسليم الشقق ويتحججون بأنهم مازالوا يفحصون الأسماء.. وقد رأينا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أمام محافظة القاهرة أثناء احتفالية تسليم 40 أوتوبيساً للنقل العام وحاولنا الوصول إليه والتحدث معه ولكن أفراد الأمن منعونا ووعدونا بحل المشكلة علي الفور ولكن لم يكد رئيس الوزراء يغادر المكان حتي تنصل المسئولين من وعودهم مرة أخري. تقول حكمت محمد: عيناي مازالت تؤلمني بسبب اطلاق القنابل المسيلة للدموع علينا أثناء هدم الشرطة للخيام التي أقمناها عقب قيام المحافظة بازالة عششنا أسفل كوبري الشيخ منصور وأجلس الآن علي الرصيف منذ شهرين انتظاراً لمكان يؤويني حيث لا أملك أي بديل لعشتي التي كنت أسكنها قبل هدمها. نناشد المسئولين توفير مساكن لنا موضحة أن عدد المعتصمين في الأيام السابقة كان أكثر من العدد الموجود حالياً ولكنهم تعبوا وذهبوا الي أقاربهم.. انتظاراً للفرج وتسليم الشقق. اتصلت "المساء" بالمهندس أحمد فوزي رئيس حي المطرية وعرضت عليه المشكلة فتنصل من المسئولية وألقي باللائمة علي حي المرج. اعترف رئيس حي المطرية خلال تحدثه ل"المساء" بأن الحي أعد كشفاً بأسماء بعض المتضررين مما يؤكد مسئوليته عنهم. تمكنت "المساء" من الحصول علي كشف بأسماء بعض المتضررين موقعة من رئيس حي المطرية وشرطة مرافق المطرية وقسم شرطة المطرية مما يؤكد بدوره تبعية الضحايا لحي المطرية.