تعتبر سمنة اللأطفال من اخطر المشاكل الصحية والتي تضرب العديد من المجتمعات الدولية سواء الدول النامية أو الدول المتقدمة وذلك لما لها من آثار سلبية خطيرة سواء آثار صحية أو اجتماعية أو اقتصادية علي البلدان. يقول د.جمال عاصم خبير التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة والسمنة الموضعية موضحا ان لسمنة الاطفال نوعين وهما: الأول السمنة التقليدية وينتج هذا النوع من زيادة المتناول من كميات الطعام والسعرات الزائدة مع نقص الحركة العضلية والمجهود اليومي للطفل واعطاء الأمهات كمية كبيرة من الطعام للأطفال اعتقادا منهم بزيادة النمو والصحة أما النوع الثاني فهو السمنة المرضية والتي قد تنتج عن مشاكل في الغدد وعدم الانتظام الهرموني مثل نقص افراز الغدة الدرقية. أما عن اسباب سمنة الاطفال فيؤكد د.جمال عن وجود 5 عوامل اساسية وهي الكسل واهمال ممارسة الرياضة أو الحركة لدي الاطفال مما يزيد من ترسيب الدهون بالجسم وعدم تحويلها لطاقة وتخزينها في العضلات وحول الأعضاء كما ان القلق النفسي والتوتر لدي الاطفال يزيد من شهيتهم وزيادة الكم المتناول من الطعام ونبه ايضا علي دور العامل الوراثي في زيادة وزن الاطفال فإصابة أحد الأبوين تزيد من احتمالية الاصابة بسمنة الاطفال وتزداد تلك النسبة إلي 70% تقريبا عند اصابة الوالدين بها ويحذر ايضا من خطورة المياه الغازية علي الاطفال لما تحتويه علي نسب عالية من السعرات والسكريات والتي تتسبب في زيادة وزن الاطفال وخصوصا منطقة البطن واخيرا الاعتياد علي تناول الوجبات الجاهزة الغنية بالدهون المشبعة والمقليات والمقرمشات. أما عن تأثيرات السمنة عند الاطفال فقد اضاف د.جمال: قد تؤثر علي تأخر البلوغ وزيادة الميل إلي العزلة وانخفاض الحالة النفسية للطفل كما تزيد من تقوس العظام والعمود الفقري وآلام المفاصل وتشوهات العظام وزيادة احتمالية الاصابة بمرض السكر المبكر لدي الاطفال. وقد تمت تلك التأثيرات علي من اصيب بالسمنة في صغره مثل زيادة احتمالية الاصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر والاضطرابات العضلية والهيكلية وتقوس العظام واخيرا بعض أنواع من الأورام مثل أورام الرحم والقولون والثدي. أما عن علاج زيادة الوزن والسمنة لدي الاطفال فينصح د.جمال بالآتي: ممارسة النشاط البدني بشكل غير محسوس عن طريق تعويدهم علي المشي اثناء التسوق أو قضاء أمور الأهل وتشجيعهم علي ممارسة أحد الرياضات المحبوبة لديهم والحد من استخدام الدهون المشبعة في طهو الطعام واستبدالها ببعض الزيوت الصحية مثل زيت الذرة أو دوار الشمس أو الصويا والدهون غير المشبعة واستخدام الحبوب غير منزوعة النخالة "الحبوب الكاملة" مثل البليلة والشوفان والخبز الأسمر لغناها بالمغذيات والألياف واعطائها احساساً طويلاً بالشبع لاحتوائها علي الألياف الصعبة والنشويات المركبة والاقلال من منتجات الدقيق الابيض والمسكرات الصناعية كما ينصح د.جمال بالاقلال من العصائر المحلاة "تركيز للجلوكوز بدون ألياف" واستبدالها بثمار الفاكهة لاحتوائها علي الألياف المفيدة والفيتامينات والاكثار من الخضراوات الطازجة المفيدة للطفل. أما عن التخطيط للوجبة فيفضل تحضير الوجبة علي مرات تبدأ بتقديم السلطة والبروتين "جانب النمو ورفع المناعة أولا" ثم ترك مسافة واحضار الجانب النشوي مع الخضار "جانب الطاقة" مع تناول الفاكهة بين الوجبات وعدم شرب كميات كبيرة من السوائل اثناء الطعام.