قبل انطلاق مونديال 2010 بستة أشهر قمت بزيارة لمدينة جوهانسبرج العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا البلد المنظم للمونديال الكروي.. وكان العالم يضع يده علي قلبه خوفاً من فشل البطولة بسبب ارتفاع معدلات الجريمة فيها المتمثلة في السرقة بالإكراه والاغتصاب والقتل.. وعندما التقيت بمسئولي الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم للتعرف علي استعدادهم لاستضافة أهم وأعظم حدث رياضي في العالم أكدوا لي أن رئيس الدولة أصدر قراراً لوزير الداخلية ولرجال الشرطة فحواه أن الطلقة الأولي لهم بمعني الضرب في المليان بالذخيرة الحية ضد الخارجين عن القانون في حال مشاهدتهم يرتكبون أي جريمة.. وكان لهذا القرار الحاسم مفعول السحر في توفير كل مظاهر الأمن والأمان والاستقرار والهدوء للمونديال وطوق النجاح له بجانب الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية لتأمين ضيوف المونديال.. ولعل كارثة الفتنة الطائفية بإمبابة وتفشي مظاهر البلطجة والتي زادت بصورة مخيفة منذ قيام ثورة النيل البيضاء التي أبهرت العالم بسلميتها ونجاحها التاريخي في تحقيق أغلب أهدافها بدون إراقة الدماء ومحاولة فلول النظام الفاسد المخلوع الذي استخف بشعبه وأذل كرامته لإشاعة الفوضي والرعب والفزع في المجتمع وترويع المواطنين فيما يعرف بالثورة المضادة مستخدماً بلطجيته وأذنابه وذيوله لإعاقة الشعب المصري عن جني ثمار ثورته الخالدة وبناء دولته الحديثة وجمهوريتهم الثانية مصر الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة.. ولعل تلك المأساة التي عاشتها إمبابة واستغل فيها أطرافها ومدبروها حالة الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد تجعلني أطالب قيادة الدولة بضرورة قيام الشرطة بتطبيق قاعدة الضربة الأولي لك فقد أصبحت هيبة الدولة علي المحك وهو خط أحمر يتطلب الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه ممارسة أعمال البلطجة والجريمة وكل من يلعب علي وتر الفتنة الطائفية أو باتت بصراحة تهدد مستقبل الأمة المصرية إذا لم تظهر الدولة ممثلة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومتنا الرشيدة ووزارة الداخلية "العين الحمراء" لمحترفي البلطجة والجريمة والمتشددين مسلمين ومسيحيين فالدين لله والوطن للجميع وحرية العقيدة وممارسة العبادات مكفولة لكل مواطن في حرية وطبقاً لقناعته وهذا حق يكفله الدستور مثل حرية ممارسة الحقوق السياسية وإذا كنت أطالب بتطبيق قاعدة جنوب أفريقيا في المونديال "الطلقة الأولي لك" والشعب ينتظر الإعدام لمرتكبي كارثة إمبابة فلابد أن نعترف أن الشرطة المصرية مازالت تعيش في غرفة الإنعاش وتبذل قيادات الدولة لعودتها بقوة للشارع المصري في ثوب جديد تحترم فيه كرامة المواطن وحقوقه الدستورية فإنني أطالب بعض الأقلام المسموعة والمذيعين الذين يصرون علي النيل من دور الشرطة التاريخي في إطار تصفية حسابات قديمة ومنهم علي سبيل المثال عمرو أديب ومني الشاذلي وعمرو الليثي بالتوقف عن بث سمومهم لأن الشرطة جزء من الشعب والثورة لن تحقق أهدافها من تنمية اقتصادية وعلمية واجتماعية بدون توفر الأمن والأمان والاستقرار لكافة أرجاء الدولة.. ويجب أن يتذكر الجميع أن هيبة الشرطة من هيبة الدولة.. والشاعر يقول "وسل الثعبان ينفح سمه.. وسله يا ثعبان كيف تحيا والسم يملئ فاك" ورغم أنف مدبري الثورة المضادة والمؤامرات الخارجية فإن شعب مصر بقواته المسلحة الباسلة وشبابه وبإعمال القانون قادر علي جعل مصر المحروسة واجهة الأمن والأمان كما كانت علي مدار التاريخ.