شاركت قلوب المصريين في وداع الضحايا السبعة شهداء الجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت في دولة الأشقاء.. ليبيا..! وبالدموع ودع الآلاف من أهالي قرية فزارة ومدينة المراغة والقري المجاورة في مشهد جنائزي مهيب شهداء لقمة العيش في المذبحة الدموية التي ارتكبها ملثمون ينتمون لجماعة ليبية إرهابية الأحد الماضي بينما استقبلت نساء القرية الجثامين بالبكاء والنواح وتعالت أصوات أمهات وأقارب المجني عليهم بالبكاء الهستيري حزنا علي المفقودين. قال الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة في كلمته خلال القداس: اطمئن أسر الضحايا بأن أبناءهم شهداء وأن أرواحهم تحلق الآن في السماء.. أضاف باخوم: ثقوا أن عدالة السماء لن تترك الجناة وأن دماء الضحايا في السماء تطلب القصاص من الإرهابيين.. وأبلغ أسر الضحايا تعازي البابا تواضروس ووجه الشكر لرئيس الجمهورية وللمشير السيسي. روي عادل شكري دراوس شاهد عيان للمذبحة ل "المساء" بأنه كان متواجداً بجوار سكن الضحايا.. قال إن ثلاثة أشخاص كانوا ملثمين لم يظهروا غير عيونهم فقط دخلوا المنزل الذي يقطن فيه الضحايا بمنطقة تسمي الليتي بشارع النهر العظيم بمدينة بنغازي حيث قام صاحب "الحوش" بفتح الباب لهم وأن الملثمين قالوا للمتواجدين بالمنزل لابد من إجراء تحليل لهم وملأ الخوف قلوب الجميع وكان يوجد 20 مسيحيا.. وأشهر الملثمون أسلحتهم واقتادوا ثمانية أشخاص من بينهم بالقوة تحت تهديد السلاح واستطاع أحد المخطوفين ويدعي "نشأت" من الهرب من السيارة التي كان يستقلها الملثمون وهي سيارة "اثنين كابينة" واخذوا الضحايا بعيدا عن الكتلة السكنية وباقي العدد من المسيحيين "12 شخص" هربوا وذهبوا إلي جماعة مسلمين من قنا واختبئوا هناك وعاد الملثمون مرة أخري وسألوا عن باقي المسيحيين فردوا عليهم مفيش مسيحيين تاني في السكن. أضاف: سمعنا في اليوم التالي أن السبعة المسيحيين ماتوا بعد أن أطلق الملثمون الأعيرة النارية عليهم بشكل وحشي. أشار عادل إلي أن الوضع في ليبيا سييء جدا خاصة مع الأقباط وما فعله الأوغاد المجرمون لا يفعله إنسان يؤمن بأي دين.. دعا لمقاطعة السفر إلي ليبيا حتي يتحقق لكل مصري هناك الكرامة والأمن. عاشت "المساء" لحظات أحزان وآلام أسر الضحايا وهم يودعون ذويهم إلي مثواهم الأخير ويمكن القول أن منطقة نجع مخيمر لم تشهد جنازة بهذا الحجم منذ عشرات السنين.. فالكل شارك "مسلمين ومسيحيين" في تشييع ضحايا المذبحة الدموية حيث انطلقت جنازة واحدة للضحايا اخترقت شوارع القرية بعد أن حملت النعوش علي الأكتاف لمواراتها الثري في مقابر عائلاتهم فيما أقام أهالي المتوفين سرادق لتلقي العزاء في ذويهم بعد أن أقيم قداس الجنازة عليهم بمطرانية سوهاج ودقت أجراس الكنيسة حزنا علي أبنائها بمشاركة اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج واللواء إبراهيم صابر مدير الأمن وعقب ذلك تم تشييعهم لمثواهم الأخير.. وردد المشاركون في الجنازة الهتافات التي تطالب الحكومة المصرية بالتدخل والحفاظ علي كرامة المصريين والقبض علي مرتكبي تلك المجزرة لتبرد نار قلوبهم. مطالبين بالقصاص لذويهم وقد كان مشهد وداع وتشييع الضحايا إلي مثواه الأخير مؤثرا للغاية.. مع ما خلفته الجريمة من آباء وأرامل وأيتام وأمهات يتجرعون آلام الفراق.. سقط شقيق أحد الضحايا السبع مغشيا عليه. بينما ناجي طفل نعش ابيه "فينك يا بويا نفسي أشوفك" بينما يتعالي عويل زوجة الضحية "تهدي" وهي تقول كان نفسه يشوف ابنه اللي اتولد من شهور وهو في الغربة كنا في انتظار عودته منهم له القتلة المجرمين الكفرة معندهمش رحمة وميعرفوش ربنا. وربنا قادر ياخد حق الغلابة دول اللي راحوا هدر. ظل جرجس حبيب والد الشهيدين "هاني ونهدي" علي حالة غارقا في دموعه منذ أن سمع بالخبر ولم ينطق بشيء سوي الكفرة خربوا البيت دمروا كل شيء ويامين يوديني عندهم حبايبي الاتنين أولادي الاتنين هاني ونهدي. وارتمي مايكل ابن الشهيد "طلعت صديق بيباوي" في أحضان واحد من أقاربه بعد أن سبقته دموعه وهو يقول "كنت حاسس أن أي حاجة هتحصل اتصلت بشقيقي "نشأت" اللي مع والدي في ليبيا قبل الحادث بأيام وقلت له خلي بالك من أبوك كفاياه كده السنين اللي خدها في الغربة كتر خيره وأوصيته بذلك لكنه عاد لنا جثة. ارتفع صوت واحد من أقارب الضحايا الموكب الجنائزي قائلا: اذكرونا أمام عرش النعمة وربنا قادر أن ينتقم لدمائكم وربنا يعزي اهليكم ويصبرهم. قال عوني من "أقارب الضحايا" إن جميع الضحايا من أسرة واحدة وأولاد عم ويقطنون في منزل واحد في ليبيا ويعملون هناك منذ سنوات في مجال المقاولات. فيما شهد وصول الجثامين السبع إلي مطرانية سوهاج قيام عدد من الأهالي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مطرانية ماري جرجس بميدان الثقافة حاملين الصلبان احتجاجا علي الجريمة البشعة لأبناء نجع مخيمر من قبل مجموعة إرهابية رددوا خلالها الهتافات باسم الشهداء وطالبوا بالقصاص وطالبوا في هتافاتهم الحكومة بالقصاص للشهداء فيما ردد البعض منهم هتافات ضد السفير المصري بليبيا.