مجريات الأحداث السريعة والمتلاحقة بعد ثورة 25 يناير تدفع أصحاب النوايا الحسنة من الشعب لاتهام النظام السابق وحكوماته بالخيانة العظمي والعمالة لاعداء الدين والوطن والعروبة كلها.. وللشعب العذر في ان يستبق الاحداث ويستبق احكام القضاء علي النظام المخلوع.. وذلك لأن الحقائق التي تكشفت بعد الثورة وضعت علامات استفهام وتعجب امام كثير من القضايا الحيوية في الداخل والخارج وتشير لبعض هذه القضايا. * نبدأ بملف المصالحة بين الأخوة الفلسطينيين فتح وحماس الذي امتد لسنوات دون احراز أي تقدم حتي تصورنا ان المصالحة بين الفصيلين من رابع المستحيلات وبعد الثورة تمت المصالحة في دقائق معدودة حينما توفرت النية الخالصة من مصر وكأن النظام السابق كان حريصا علي عدم اتمام هذا الصلح وقد همس الفريقان بهذا المعني بعد اتمام المصالحة بأن مصر كانت تعمل في هذا الملف بأجندة من أمريكا وتل ابيب هذه علامة الاستفهام الأولي؟ * الملف الثاني لا يقل أهمية عن الأول بل يتقدم عليه وهو ملف افريقيا ومنابع النيل وهي مشكلة حياة أو موت بالنسبة لمصر ويعد من أهم المشاكل التي تواجه مصر علي مر التاريخ لأن كل فرد يعلم ماذا يمثل النيل بالنسبة لبلادنا مما أصاب الجميع بالقلق علي مستقبل هذا البلد ومع ذلك كان نظام الحكم السابق يتعامل مع المشكلة وكأنها لا تعنيه وبعد الثورة توجه وفد شعبي إلي أوغندا ثم أثيوبيا والسودان ونفاجأ بأفريقيا تفتح أحضانها لأم الدنيا. والأخوة الافارقة رحبوا بالوفد المصري وأبدوا استعدادهم لمناقشة كل المشاكل التي تؤرق مصر بل ويعرضون المساهمة في حلها وأوشكت المشكلة علي الحل قبل ذهاب وفد رسمي إلي هناك وهذه علامة استفهام أخري؟ * أما الملف الثالث فهو علاقة مصر بالدول التي لاتروق لامريكا واسرائيل خاصة إيران وتركيا ظلت علاقة مصر بها شبه مقطوعة مع أهمية الدولتين وبعد الثورة العلاقات في طريقها مرة أخري. * أما ملفات الفساد داخل البلاد فحدث ولا حرج بدءا من السلب والنهب لموارد أموال الشعب إلي بيع الغاز لاسرائيل وبيع القطاع العام وغسيل الأموال والصفقات المشبوهة وما تكشفه التحقيقات كل يوم يصيب الشعب بالحسرة. كل هذه الاحداث جديرة بأن تدفع الشعب لاتهام النظام السابق بالخيانة واهدار المال العام أظن ان هذا الشعور هو الذي فجر الثورة العظيمة