رغم مرور مائة يوم علي قيام ثورة 25 يناير والتي قلبت كل التوقعات علي مستوي العالم في وقت قياسي بفضل الله أولاً ثم الشباب وزملائهم الشهداء من هؤلاء الشباب وباقي المجتمع.. الا أنني من وجهة نظري لم ألمس نجاحاً لهذه الثورة في الشارع المصري.. بل وجدت هذه الثورة مائدة كبيرة الكل يأكل وينبش منها ويلوث الباقي من هذه المائدة حتي يعكر المائدة علي غيره ولا يستفيد منها.. وأصبح الواحد يهاجم الكل.. والكل يهاجم الواحد رغم أن الثورة ليس هذا هو الهدف منها.. ولكي اطمئن عليها فليس عليَّ الا الانتظار بضعة أسابيع وربما بضعة شهور أو أكثر من الشهور.. وفي اعتقادي ان الثورة لم تنجح إلا إذا تحققت بعض الملاحظات التي من وجهة نظري بسيطة ولا تكلف أياً من جموع الشعب شيئاً.. فملاحظاتي لا تباع ولا تشتري ولكنها ملاحظات تشاهدها العين وتسمعها الأذن وهي أن أري كل مدرس يعامل ضميره ولا يستغل الدروس الخصوصية برفع سعره وكذلك الدكتور في عيادته والمهندس في مهنته ورجل الشرطة في موقعه بعد الثورة فعليه ان يبرهن أنه كان يخدم الشعب وليس أشخاصاً. عليه ان يثبت ولاءه وانتماءه لبلده التي هي سيدة مسنة جارته وطفل صغير مثل ابنه ورجل كبير كوالده وزوجة تشتري أغراضها من السوق مثل زوجته واعتقد انه ينتهز هذه الفرصة لاثبات ولاءه كل في مكانه.. أيضاً السائق في مراعاة الطريق ولا ينظر إلي الطريق العكسي حتي يعطل المرور وكأنه حصل علي الرخصة للقيادة بسيارته من الجهة اليمني لوجهه وليس النظر أمامه وعدم زيادة الأجرة من تلقاء نفسه مستغلاً الفرصة فلا الطريق زاد بالكيلو مترات ولا البنزين ارتفع سعره ولا المحافظ الجديد قرر زيادة أي سلعة أو ما شابه ذلك.. فكيف يفعل السائقون بالبشر.. والبرامج التليفزيونية التي تعرض علي شاشة التليفزيون المصري والقنوات الفضائية الخاصة في الهجوم علي فرد الشرطة وكأنهم جميعاً مدانون ونسوا أن الأغلبية من جهاز الشرطة يعامل ضميره ومنهم من يحفظ كتاب الله.. صحيح هناك عدد غير قليل يسيء للشرطة ولكن هذا هو المجتمع ففي كل هيئة أو مؤسسة أو قطاع تجد الخير والشر والحسن والقبيح.. فيجب علي هذه القنوات والبرامج ان تراعي الله وتهدئ من شدتها.. فجميعنا حضرنا وعاصرنا السنوات السابقة بما فيها من مآس وأحزان وأيضاً أفراح والهم طالنا كلنا "ولا تعايرني ولا أعايرك" فالهم طالني وطايلك".. وعلي رأي المثل "الحال من بعضه".. و"كله في الهوا سوا".. أيضاً لكي اطمئن علي نجاح الثورة حينما أسير في الشوارع بأمان وأجد كل شخص في حاله لا يتدخل في شئون غيره.. وعلينا ألا ننظر إلي الوراء ولكن ننظر فيما هو آت من أيام جديدة يتغير فيها جلد الكائنات فما بالك بالإنسان الذي خصه الله بالعقل.. فحتي هذه اللحظة ورغم انه مازال هناك شهور للانتخابات الرئاسية إلا أن الذين أعلنوا ترشيحهم حتي الآن يقومون بمهاجمة مرشح آخر وكأن برنامجه الهجوم علي شخص بعينه فهذه هي الديمقراطية والحرية في نظره.. ولم يفكر لحظة في عرض برنامجه في وسائل الإعلام والتليفزيون حتي يقتنع به المشاهد.. وعلي المرشح للرئاسة ان يكون في حاله ولا يتعرض لأي فرد من أفراد بلده أياً كان بتجريحه لأنه إذا كان يفعل ذلك قبل نجاحه "مثلاً" في انتخابات الرئاسة فكيف يفعل لو "لا قدر الله" ونجح في الانتخابات وأصبح رئيساً مصرياً.. طبعاً الإجابة أنتم تعرفونها مقدماً.. فلو تحققت هذه الملاحظات البسيطة سنري مصر دولة متقدمة وحضارية فعلاً وأم الدنيا أما إذا حدث عكس ذلك فقل علي الدنيا السلام وكأننا بدلاً من أن نعيش في مصر.. فقط نعيش في شيكاغو.