في جلسة صداقة كريمة.. جمعتني مع عدد من أساتذة الجامعات لأول مرة بعد ثورة 25 يناير المباركة.. وجدت إصرارا غير عادي علي ضرورة ان نعيش اللحظة.. لحظة الانتصار.. لحظة اثبات الذات.. لحظة كل المصريين الذين اتفقوا علي كلمة واحدة هي رحيل الفاسد والمفسدين.. واستجاب لهم المولي الكريم.. وتحقق لهم ما يريدون. أحد الأساتذة المحروق قلبه علي نفسه بسبب ما حدث له من شياطين أمن الدولة الذين منعوه طوال سنوات طويلة من توليه أي منصب في القسم الذي يعمل به انتفض من مكانه قائلاً: صدقوني انني اعيش احلي لحظات حياتي.. وانا أري كبير البصاصين "العادلي" وزبانيته من أمن الدولة يتساقطون كأوراق الشجر ويحاكمون ويدخلون السجون.. بل انني في انتظار حكم الاعدام لبعضهم.. خاصة للذين حولوا حياتنا إلي جحيم. هنا تدخل الصديق الثالث مطالبا بالاعدام العلني لهؤلاء الذين حولوا معظم أبناء الشعب إلي "عجزة" ومرضي بالاضافة إلي الجهل والفقر والبطالة لدرجة انهم جعلوا كل مصري يعيش علي أرض الكنانة مشغولا بهمومه الشخصية والأسرية.. حتي يعيثوا في الأرض فساداً. وجاء دوري لأقول مع اصدقائي انني بالفعل عشت اللحظة وأعيش فرحتها ومكتسباتها.. وأحميها في نفس الوقت من فلول الحزب "الواطي" المنحل الذين لم يصدق معظمهم حتي الآن انهم خارج دائرة الاهتمام. اصدقائي انني عشت وشفت حلاوة ومرارة الثورة العظيمة التي هزت عرش الفساد ليس في مصر وحدها بل وفي معظم البلدان المجاورة والبعيدة. هل ما يحدث في ليبيا من ثورة شعبية ضد المجنون الذي جلس علي كرسي العرش اكثر من 42 سنة إلا دليل قاطع علي تأثير ثورة المصريين في هذا الشعب الشقيق. وهل ما يجري في اليمن من "الشاويش" الذي اضاع بلاده وكذلك في سوريا من الاسرة التي تحكم هذا البلد منذ الستينيات.. والمناوشات التي تحدث في الجزائر والمغرب وغيرهما.. أكبر عامل علي ان ثورة المصريين سوف تقضي علي رءوس الطغيان في العالم. اصدقائي.. انني أعيش معكم اللحظة حقا.. لكن الأهم هو كيفية حماية هذه اللحظة من أحزاب الهم والغم والكرب العظيم.. نحميها من المتلونين الآكلين علي كل الموائد.. والمنافقين الذين لا شعار لهم سوي "عاش الملك مات الملك" نحميها من المتسلقين وأصحاب المصالح وضعاف النفوس. اصدقائي.. تعالوا نعيش اللحظة ونحميها من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا.