ما حدث خلال الأسابيع الماضية علي وجه الخصوص وحتي أمس سواء أمام الكاتدرائية أو في إمبابة ليس سوي "فصل" في مؤامرة داخلية وخارجية هدفها إسقاط مصر في مستنقع الفتنة القذرة تمهيداً لتقسيمها. هذا الفصل من المؤامرة بدأ بإثارة قضية هلامية عنوانها إسلام واحتجاز كاميليا شحاتة في الكاتدرائية وضرورة تسليمها. وعندما ظهرت كاميليا علي قناة الحياة القبطية وأعلنت أنها مازالت مسيحية أسقط في يد المطالبين بها فدبروا في نفس اليوم قضية مختلقة أخري عنوانها "عبير" بنت أسيوط وادعوا أنها أسلمت وتزوجت واحتجزت في كنيسة مارمينا بإمبابة مطالبين بتسليمها!! *** المؤامرة بدأت بكاميليا كمجرد ذريعة ولكن لا أعتقد أن تنتهي بعبير وسيجد المتآمرون مليون كاميليا وعبير لأن الهدف الأساسي هو تمزيق نسيج المجتمع الواحد وتقسيم مصر إلي 4 دول "نوبية ومسيحية وإسلامية وعلمانية" وكل واحدة منها محددة الحدود والمعالم وفق خريطة تم نشرها. هذا هو المخطط الموضوع لمصر في إطار مشروع الشرق الأوسط الواسع والذي ظهر إلي الوجود لأول مرة في عهد جورج بوش الابن وتبنت تنفيذه من خلال "الفوضي الخلاقة" وزيرة خارجيته كونداليزا رايس لعنة الله عليهما .. ثم جاء أوباما ليستكمل المشوار. وهذا ليس كلاماً خيالياً ولكنه حقائق .. جزء منه أعلنته رايس فعلاً وكلنا نعلمه والجزء الآخر يتحقق الآن علي الأرض في صورة أحداث طائفية متنوعة تحدث بين الحين والآخر في العديد من المحافظات وتتراوح بين الخلافات التافهة والاشتباكات العنيفة بدعوي غياب مسيحيات والجرائم الدموية مثل نجع حمادي وكنائس القديسين بالإسكندرية والشهيدين بأطفيح وأخيراً مارمينا والعذراء مريم بإمبابة. *** ان العنف في هذه الأحداث يتصاعد من حادث إلي آخر نتيجة أخطاء منهجية ورؤي غير منطقية في تعامل المؤسسات الأمنية والدينية والشعبية معها والتي كانت دائماً ما تنتهي باعتقالات وبمجالس عرفية تقر فيها تعويضات بعيداً عن القانون الذي أخذ إجازة مفتوحة. لدينا قواعد دستورية وقضائية وقانونية وعقائدية وأيضاً اتفاقات دولية .. وكلها تقر بحرية التدين والاعتقاد .. وهي الحرية التي تؤمن بها الغالبية العظمي من المسلمين والأقباط في مصر إيماناً راسخاً وترفض تماماً مثل أحداث كاميليا وعبير. إلا أن فريقاً متطرفاً من هؤلاء وهؤلاء أشعل الأحداث لأغراض في أنفسهم .. ثم قفزت عليها كالعادة أطراف كثيرة من أصحاب المصالح في مقدمتهم البلطجية المأجورون بهدف نشر الفوضي في البلد وزعزعة استقراره. *** ان أي بني آدم يملك جزءاً من العقل لن يقتنع أبداً بأن من تدعي "عبير" ان كانت فعلاً موجودة تستحق ان يموت من أجلها 12 شخصاً ويصاب أكثر من 200 آخرين وتنقلهم 50 سيارة إسعاف إلي 7 مستشفيات وتحرق كنيسة و4 منازل ويتم الدفع بالمدرعات ومنع التجول في إمبابة. فكروا ملياً في الأحداث وفي الكميات المهولة من الأسلحة غير العادية كالرشاشات والآلي والمولوتوف التي ظهرت واستخدمت لتعلموا حجم المؤامرة وتتأكدوا انه لا سبيل سوي التطبيق الحاسم والصارم لقانون البلطجة. ولعل محاكمة ال 190 متهماً عسكرياً.. تكون بداية النهاية لهذا المسلسل السخيف.