يسير فريق النادي الأهلي إلي النازل من مباراة إلي أخري في الدوري بعد التعادل المهين أمام الاتحاد السكندري سلبيا بدون أهداف وظهر بمستوي غير مطمئن قبل السوبر الأفريقي أمام الصفاقسي التونسي يوم 20 فبراير الجاري ورغم ذلك فقد استعاد الأهلي صدارة المجموعة الأولي للدوري الممتاز ولكن مؤقتا بعد هذا التعادل في مباراتهما بالجولة التاسعة. حصل الأهلي علي نقطة رفع بها رصيده إلي 16 نقطة متقدما علي منافسه القوي المقاولون العرب بفارق نقطة وحيدة ومنتظرا لمباراته اليوم أمام الإنتاج الحربي بينما ارتفع رصيد الاتحاد السكندري إلي 12 نقطة محافظا علي تواجده بالمربع الذهبي المهدد بفقده ايضا حال فوز إنبي علي سموحة اليوم أيضا. انفراد الأهلي بالقمة مهدد جدا ففي حال فوز المقاولون سينفرد الذئاب بالصدارة بفارق نقطتين عن الأهلي الذي عادت نقاطه للنزيف مجددا أمام الاتحاد السكندري وحتي في حال تعادل الذئاب سيتساوي الفريقان ويتقاسمان القمة. وبمقدور سموحة ان يدخل شريكا ثالثا مع الأهلي والمقاولون العرب شرط الفوز علي إنبي اليوم وتعادل الذئاب مع الإنتاج الحربي وهو احتمال ليس بالبعيد وفي كل الأحوال لن ينفرد الأهلي إلا حال خسارة المقاولون العرب وتعادل أو خسارة سموحة. الأهم من حسابات النقاط بالنسبة للأهلي هو استمرار الأداء المتواضع هجوميا والذي لم يصل لحالة الانتعاش رغم الفوز المعنوي في الجولة الماضية علي غزل المحلة بل إن الفريق كان مهددا بالخسارة أمام الاتحاد السكندري في الشوط الأول. ورغم الكثرة العددية لمهاجمي الأهلي في الشوط الأول إلا أن الصيام التهديفي أصاب الجميع عبدالله السعيد والسيد حمدي ومحمد ناجي جدو وأحمد شكري وعمرو جمال وقبلهم أحمد رءوف أيضا. يوسف فشل فشل المدير الفني محمد يوسف الذي قاد فريقه من مدرجات ستاد القاهرة بسبب عقوبة الايقاف في تقديم حلول فنية لمواجهة الخطط الدفاعية البحتة لمنافسه ولم يفلح مهاجمو الأهلي في اختراق دفاعات زعيم الثغر ووضح للغاية الابتعاد عن الانسجام والتفاهم فكل لاعب منهم يلعب في واد بعيدا عن الآخر ولم تكن هناك جمل واضحة فقط اجتهادات معتمدة علي المهارات الفردية وهو ما اضعف الهجمات الحمراء كثيرا. وواصل عبدالله السعيد أداءه المتواضع أيضا غير المبرر رغم انه يفترض كونه الورقة الرابحة الأساسية للأهلي فيما يقلل من حدة النقد تجاه جدو ورءوف عدم انسجامهما مع الفريق وحاجتهما لمزيد من الوقت وان كان ذلك لا يعفيهما من عدم ظهورهما بالمستوي المعروف عنهما خاصة جدو العائد من رحلة احتراف بأقوي دوري في العالم البريمرليج الانجليزي. في المقابل حقق الفرنسي لافاني المدير الفني للاتحاد السكندري ما أراده من المباراة وهو العودة لعروس البحر المتوسط الإسكندرية ولو بنقطة للحفاظ علي تواجده بالقرب من الكبار بمنطقة الدفء والأمان بعيدا عن حسابات الهبوط المبكرة. ورغم أن لافاني تحلي بالشجاعة في الشوط الأول ولعب مهاجماً بحثا عن التهديف وهز شباك شريف إكرامي وساعده علي ذلك نشاط أحمد شرويدة المزعج وعلاء كمال وتواضع مستوي الأهلي إلا أنه فضل العودة في الشوط الثاني واللعب علي المضمون لأن المغامرة مع فريق بحجم الأهلي بغض النظر عن مستواه تكون نتائجها في كل الأحوال غير مأمونة. لذا تراجع أداء الاتحاد في الشوط الثاني هجوميا لكنه حافظ علي التنظيم الدفاعي المتماسك المحسوب وتضييق المساحات أمام الأهلاوية حيث كان يتواجد لاعب أو اثنان من فريقه في مواجهة أي لاعب أهلاوي بحوزته الكرة. الشوط الأول جاءت البداية في الشوط الأول من جانب زعيم الثغر وكاد علاء كمال يهز شباك الأهلي بتسديدة قوية من أمام منطقة الجزاء بعدما هيأ له الكرة أحمد شرويدة ولكن إكرامي كان لها بالمرصاد ليعلن مبكرا أنه سيكون ندا للفريق الأحمر. لم يظهر الأهلي الذي شهد تشكيله الأساسي تغييرين بوجود جدو في خط الهجوم ومحمود حسن تريزيجيه في الوسط في الدقائق العشر الأولي من هذا الشوط بسبب عدم تنظيم صفوفه بينما وضح الانتشار الجيد للاعبي الاتحاد دفاعيا وهجوميا مع الضغط علي لاعبي الأحمر في مختلف أنحاء الملعب. لعب الفريقان بنفس الطريقة الفنية إلي حد كبير 4/4/2 وان تميز الاتحاد السكندري باستخدام الجانبين الأيمن والأيسر بينما في الأهلي اكتفي رامي ربيعة الظهير الأيمن بأداء دوره الدفاعي فقط دون المساندة الهجومية ليتركز الهجوم الأهلي من الجبهة اليسري للثنائي سيد معوض وأحمد شكري واحيانا من العمق ايضا والذي كان مغلقا باحكام من دفاع الاتحاد السكندري. أهدر أيمن سعيد هدفا محققا للإسكندرانية من عرضية فتحي مبروك التي تخطت الجميع داخل منطقة جزاء الأهلي حتي الحارس شريف إكرامي لكن سعيد لم يتمكن من اللحاق بها وهو علي بعد ياردة من الشباك. كانت أولي محاولات الأهلي الهجومية عن طريق اللاعب شهاب أحمد بتسديدة قوية امسك بها الحارس علي فرج بدون أي عناء يذكر لكنها فتحت الباب أمام محاولات جيدة للأهلاوية رغم سقوط ثنائي الهجوم محمد ناجي جدو وأحمد رءوف في أحضان مدافعي الاتحاد واستمرار ابتعاد عبدالله السعيد صانع اللعب عن مستواه. هدأ ايقاع اللعب نسبيا مع مرور نصف الوقت في الشوط الأول وانحصر تقريبا في وسط الملعب الذي شهد لعبا تعاونيا بين لاعبي الفريقين. سيطرة اتحادية عاد الاتحاد السكندري إلي سيطرته الهجومية خلال الدقائق العشر الأخيرة من الشوط بعدما تركها فترة للأهلي ولكن دون فاعلية مؤكدة علي المرمي الأحمر فقط محاولات بعيدة عن الثلاث خشبات. أجري المدير الفني الفرنسي للاتحاد السكندري لافاني تغييرا اضطراريا قبل النهاية بثلاث دقائق فقط بسحب المهاجم محمد المرسي للإصابة المفاجئة والدفع بزميله محمد فاروق. كاد الأهلي أن يسجل هدفا من ضربة ركنية في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول لكن الكرة مرت من أمام الجميع داخل الست ياردات ليرد الإسكندرانية بهجمة مرتدة سريعة تنتهي إلي ضربة ركنية. تمر الدقائق الأربع من الوقت بدل الضائع التي احتسبها الحكم محمد فاروق دون أي جديد من جانب الفريقين لينتهي الشوط الأول الأقل من المتوسط فنيا والخالي من اللمحات الكروية الممتعة بالتعادل السلبي بدون أهداف. ظهر الأهلي هجوميا بصورة أفضل نسبيا في الشوط الثاني عنه في الشوط الأول بحثا عن الهدف قبل ضياع الوقت وتجدد نزيف النقاط للفريق. وبالفعل كاد أحمد رءوف في أول ظهور هجومي فعلي له بالمباراة في احراز هدف لكن تصدي علي فرج حارس الاتحاد السكندري تصدي ببراعة للكرة وانقذ مرماه من هدف محقق. يلمح محمد يوسف المدير الفني للأهلي والجالس بالمدرجات تراجع الاتحاد السكندري للدفاع والاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة فأجري تغييره الأول بنزول عمرو جمال علي حساب لاعب الوسط محمود حسن تريزيجيه ليلعب الأهلي بثلاثة مهاجمين جدو ورءوف وجمال مع وجود لاعب ارتكاز وحيد في وسط الملعب هو شهاب أحمد. وبعد دقائق قليلة سحب يوسف المهاجم أحمد رءوف ليلعب السيد حمدي بدلا منه من أجل مزيد من تنشيط الهجوم الذي قابله تنظيم دفاعي ناجح من لاعبي زعيم الثغر الذين دافعوا باستماتة وضغط مستمر علي مهاجمي الأهلي. ضاعف الأهلي الكثافة العددية للاعبيه في هجماته من خلال مساندة شهاب أحمد وتخلي رامي ربيعة عن التزامه الدفاعي فقط ومشاركته في الهجوم مع الخماسي عبدالله السعيد والسيد حمدي وأحمد شكري وجدو وجمال. زاد طمع محمد يوسف في تحقيق الفوز مع الانكماش الهجومي الشديد للمنافس والتراجع للدفاع فقط فدفع بالوافد الجديد البوركيني موسي يدان علي حساب المدافع محمد نجيب ليعود رامي ربيعة كمدافع واتجاه شهاب أحمد للعب كظهير أيمن. غياب التوفيق غاب التوفيق عن الأهلي بصورة ملحوظ في أخطر فرصتين للأحمر علي مرمي الاتحاد وأعلن خلالهما علي فرج عن تألقه ووجوده في المباراة بكل قوة بعدما تصدي لتسديدة السيد حمدي من أمام الست ياردات وبعدها تسديدة أخري من رامي ربيعة تصدي لها ببراعة شديدة أيضا. وقبل الفرصتين كاد شريف إكرامي أن يكلف فريقه هدفا كان سيصبح مثارا لحديث وسخرية الجميع لو سكنت الكرة الشباك بعدما مرت من أسفل يديه وهو متقدم من مرماه كرة بطيئة للغاية من تسديدة ضعيفة للغاية وطائشة "قلشة" بلغة الكرة من أحمد شرويدة داخل منطقة الجزاء لكنها ابتعدت عن الثلاث خشبات لحسن حظه. وضحت نية لافاني الفرنسي في الحفاظ علي النقطة باعتبارها أفضل من لاشيء أمام حامل اللقب فقام بسحب لاعب الوسط المهاجم علاء كمال ودفع بزميله لاعب الوسط المدافع أحمد صديق بعد تزايد الضغط الهجومي للأهلي. وخرج بعدها بدقائق قليلة أبرز لاعبي الاتحاد السكندري أحمد شرويدة ونزل بدلا منه الكونغولي ماتوندو الذي كاد يسجل بصمته بعد نزوله مباشرة بتسديدة قوية زاحفة مفاجئة بعدما ضحك علي رامي ربيعة وراوغه بمهارة ولكن نجح إكرامي في الامساك بها. وصلت المباراة للمنعطف الأخير الدقائق الاربع من الوقت بدل الضائع التي احتسبها الحكم محمد فاروق لكنها مرت دون جديد ليستمر التعادل السلبي وينتهي اللقاء بشباك نظيفة للفريقين ويحصل كل منهما علي نقطة.