عاشت مصر أجواءً من التفاؤل بقرب إيجاد حلول لأزمة سد النهضة الأثيوبي بعد تلبية وزير الري محمد عبدالمطلب لدعوة وزير الطاقة والمياه الأثيوبي باجراء جولة ثانية من المفاوضات باديس أبابا. أجواء التفاؤل لم تستمر 24 ساعة حيث انتهت المفاوضات بين الوفدين المصري والأثيوبي الليلة الماضية بالفشل التام في ظل اصرار الجانب الاثيوبي علي موقفه من بناء السد مما يضع العديد من علامات الاستفهام حول موقف أديس أبابا وجدوي الدعوة التي وجهتها. قالت وزارة الري في بيان رسمي الليلة الماضية ان الوفد المصري الموجود في اثيوبيا أعلن عقب انتهاء جلسة المفاوضات مع الوفد الأثيوبي ان كل المقترحات التي قدمتها مصر لحل المشكلات العالقة قد قوبلت برفض أثيوبيپغير مبرر ويصل لدرجة التعنت مما يثبت ان الجانب الأثيوبي لم ينظر للمشكلة الحالية بالقدر الكافي من الاهتمام والجدية. أكد د. محمد عبدالمطلب وزير الموارد المائية والري ان الحكومة الأثيوبية ترفض إيجاد مخرج للمشكلة المتعلقة بتنفيذ توصيات التقرير النهائي للجنة الخبراء الدولية بل وأصر الجانب الأثيوبي علي رفض أي حلول وسط لتقريب وجهات النظر بما يحقق المنفعة المشتركة لشعوب إقليم النيل الشرقي ولم تقدم أي جديد أو طرح مقترحات يمكن دراستها والنقاش حولها فيما يتعلق بمستقبل التعاون ولحل الإشكاليات القائمة بالفعل والتي لا تنازل عنها وذلك منذ الاجتماع الوزاري لدول النيل الشرقي الذي عقد أوائل ديسمبر الماضي بالعاصمة السودانية "الخرطوم". أوضح ان مصر كانت حريصة علي تلبية الدعوة التي قدمها الوزير الأثيوبي لعقد اجتماع ثنائي بأديس آبابا بين الوزيرين وخبراء الدولتين للتوصل إلي مخرج للأزمة الحالية بين الدولتين حول السد. أكد د. خالد وصيف المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري فشل الاجتماع بين وفدي الدولتين بحضور السفير المصري مشيرا إلي إصرار أثيوبيا علي موقفها المتعنت. ورفضها كل المقترحات المصرية بتشكيل لجنة دولية وأخري فنية من الدول الثلاث لمتابعة بناء وإنشاءات السد. قال ان اثيوبيا رفضت كل وجهات النظر المصرية لإيجاد مخرج للمشكلة.. وأصرت علي استكمال بناء السد بسعة تخزينية تصل إلي 76 مليار متر مكعب من المياه بما يضر بدولتي المصب مصر والسودان.. كما تجاهلت اثيوبيا أيضا تقرير اللجنة الثلاثية الدولية التي تم تشكيلها بموافقة الدول الثلاث والذي أظهر عيوباً فنية في مواصفات السد. أكد "وصيف" إنه لم يثبت حتي الآن إعلان أية دولة أجنبية أو مؤسسة مانحة استعدادها لتمويل بناء سد النهضة الإثيوبي.. مؤكدا أنه لا توجد دولة في العالم تسعي لاستعداء دولة بحجم وثقل مصر. اضاف أن سد النهضة الإثيوبي يفتقد الشرعية حتي الآن.. حيث لم تعلن أية دولة موافقتها بشأن الإنشاءات التي تجريها إثيوبيا علي مجري النيل الأزرق.