ظهرت علي السطح مؤخراً بعض الفتاوي التي أثارت الرأي العام ومنها ما أطلقه الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم بجواز طلاق المرأة الإخوانية التي تعتنق أفكاراً إرهابية نافياً ما تردد من أنه أفتي بتطليق الزوجة الإخوانية لمجرد انتمائها للإخوان فقط وأنه قصد من حديثه تخلي الزوج عن الزوجة التي تقوم بأفعال تعادي الوطن وتحرض علي هدمه مشدداً علي أن مصلحة البلد أهم من المصالح الشخصية. كما أطلقت بعض المواقع التكفيرية فتوي بتكفير قوات الأمن وتحريم الصلاة علي من استشهد منهم أثناء تأدية عملهم. من جهته استنكر الشيخ مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية الفتوي التي نصت علي وجوب تطليق الزوجة الإخوانية في حالة مشاركتها في مظاهرات الإخوان أو الرقص عند استشهاد أحد ضباط الجيش والشرطة مشيراً إلي أن الأمر خرج عن نطاق الرأي وانتشر بين الناس علي أنه فتوي ولذلك أصدرت دار الإفتاء رداً علي ما أثير حول هذه الفتوي.. فلا يمكن القول إن الفصيل الفلاني تطلق كل نسائه. حيث لا يوجد نساء مثاليات ولا رجال مثاليين. والجميع يخطئ. في الوقت نفسه حذر من الفتاوي المتطرفة التي تدعو إلي تكفير قوات الأمن وتحريم الصلاة علي من استشهد منهم أثناء تأدية عملهم مؤكداً أن مثل هذه الفتاوي الشاذة خطر علي الأمة وتوقع المرء في إثم التكفير خاصة أن من يطلقون هذه الفتاوي غير مؤهلين علمياً ولا عقلياً. ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدي إلي خراب المجتمعات وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد. أوضح أن تكفير المسلم وأهل القبلة بغير حق من أعظم الأمور إثماً. وأشدها وزراً. وأخطرها أثراً» وقد تواردت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة تنهي وتزجر عن التكفير. وتأمر بالكف والإعراض عنه حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم "كفوا عن أهل لا إله إلا الله. لا تكفروهم بذنب.. من أكفر أهل لا إله إلا الله فهو إلي الكفر أقرب". أشار إلي أن رجال الأمن يقومون بواجبهم في حماية الوطن واستقراره ضد القلة والمجرمين والخارجين عن القانون وأن من يقتل منهم وهو يدافع عن أمن الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم فهو شهيد بإذن الله ويكفن ويصلي عليه ويدفن مكرماً في مدافن المسلمين مؤكداً أن استباحة الدماء والأعراض إفساد في الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها. افتراء علي الفتيا يقول الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر قال الله عز وجل "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أجرأكم علي الفتيا أجرأكم علي النار".. وكان خيار الصحابة رضي الله عنهم يتهيبون الإفتاء لقدره وخطره فمن ذلك أن الصديق رضي الله عنه قال "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني أن أقول في كتاب الله برأيي" وقال الفاروق عمر بن الخطاب "سلوا أبا الحسن أتريدونني قنطرة إلي جهنم".. وقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه في أربعين مسألة فأجاب عن أربع وقال في ست وثلاثين لا أدري. أضاف أن الاجتراء والافتراء علي الفتيا والتلاعب بها في المعترك السياسي والتعصب الحزبي تدل علي ضعف الوازع الديني.. فالجرأة علي دين الله لا يقدم عليها إلا ضعيف الإيمان ومن به استهانة بالشرع المطهر قال النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها".. وهنا قال الله عز وجل "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً". أكد أنه من النماذج السيئة والمعيبة التقول علي الشرع في الطلاق وإقحامه في الآراء السياسية وهذا أمر يبعث علي الغرابة والنكارة معاً.. فالمعتقدات السياسية في الزوج أو الزوجة ليست مبرراً علي الإطلاق للانفصال وتشريد الأولاد وخراب البيوت.. وقد اختلف صدر الأمة بين الشيعة ومرجئة وخوارج وسنة ولم يسمع ولم ينقل أن اختلافهم هذا انسحب علي الحياة الأسرية.. كما أن الطلاق له أسبابه ومقاصده والخلافات السياسية ليست بذات صلة.. كما أن من يعتنق فكر الإخوان سواء كان رجلاً أو امرأة فهو في النهاية مسلم لا يفرقه عن شريك حياته إلا في حالة واحدة فقط وهو ارتداد أي منهما عن الإسلام.. والمرأة المسلمة ليست كافرة حتي يتم تطليقها. كذلك الحال بالنسبة للجرأة علي استحلال الدماء والأموال والأعراض سواء للمدنيين أو للجيش أو للشرطة أو للنخبة السياسية كل هذه الأمثلة تعود سلباً علي سمعة الدين الحق ومكانته فليحذر أولئك من غضب الله ومكره ومن خصومة رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.