انقذت المرأة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 45 من الفشل. حيث وصل زحام الفتيات والسيدات في اروقة واجنحة المعرض خاصة في اسبوعه الثاني إلي ما يمثل الظاهرة التي لفتت الانظار وعوضت ضعف الاقبال من الزائرين في الاسبوع الاول وانعشت حركة البيع والشراء بشكل ارضي اصحاب دور النشر جميعهم بلا استثناء. يمكن ملاحظة تلك الظاهرة منذ الوهلة الاولي التي يصل فيها طابور المرأة امام بوابة دخول المعرض لاكثر من 50 متراً بحيث يضم اكثر من مائة امرأة من السيدات والفتيات من مختلف الاعمار بينما طابور الرجال ليس له وجود نظراً لدخول الرجال اولاً باول دون زحام لان الاقبال في الاساس ضعيف. وتحتل الفتيات في عمر الزهور النسبة الاكبر ويقول حسن الهامي مراقب جوي ان الاقبال الكبير من المرأة علي المعرض هذا العام يمثل ظاهرة لافتة بالفعل وقد ناقشت الكثير منهن فأكدن لي ان زحام المرأة يعود إلي احساسها بأنها اصبحت لها الحق في المشاركة وان العصر هو عصر المرأة بل اننا ربما نري ظاهرة انقراض الرجال في الزمن القريب. كما انهن يدركن جيداً حجم واهمية تحصيل المعرفة والمشاركة الايجابية ولهذا لم يمكن غريباً ان نري طوابير من النساء لدخول المعرض مثلما رأيناها من قبل الاستفتاء. وإلي جانب ذلك يلفت نظرك ايضاً ظاهرة الاجراءات التأمينية الشديدة التي تبدأ منذ الدخول حيث التفتيش الدقيق للسيارات واستخدام اجهزة حديثة للكشف عن المخالفات فضلا عن سيارات الشرطة التي تجوب ارض المعرض من الداخل للتمشيط بما يؤكد وجود امان كامل يرد علي الشائعات التي تقول ان المعرض مستهدف ليقل الاقبال عليه وتقول د.ريهام حسن طبيبة امراض نساء وتوليد ان الشعور بالامان هو السبب في لاقبال الكبير علي المعرض في اسبوعه الثاني خاصة علي مكتبات سور الازبكية التي تعرض الكتب باسعار مناسبة ونجد فيها الكتب القديمة القيمة. احمد محمود طالب بالصف الثالث الثانوي يري ان حفلات توقيع الكتب مع وجود مؤلفيها تمثل ظاهرة واضحة جدا في مختلف دور النشر وتقول امينة ابوالعلا خليل طالبة اولي جامعة حلوان قسم علم نفس ان الاسعار معقولة جداً والندوات كثيرة والملاحظ ان الاقبال زاد عليها بشكل كبير وانواع الكتب في مختلف صفوف المعرفة وتقول رحمة غريب ثالثة اعدادي ان الاسر اتخذت من المعرض مكاناً للتنزه والفسحة وهذا مشهد ايجابي وتؤكد نشوي هاشم بصالة العرض الرئيسية لهيئة الكتاب ان هناك كميات كثيرة نفدت من الكتب ويوميا نرسل إلي مخازن الهيئة يدعمنا بكميات اخري. اما عبدالتواب السيد موظف البوابة فيؤكد ان دخول الزائرين يتذكر اكثر بكثير من الدخول يدخلون بدعوات مجانية. ولا تستطيع ان تفض الطرق عن الباعة الذين انتشروا امام البوابة وبداخل المعرض لبيع الميداليات والسلاسل والهدايا المتنوعة التي تحمل صورة المشير السيسي واعلام مصر من مختلف الاحجام. المصريون لايهم دعوات احباط او شائعات للتخويف وتحدوا بوجودهم داخل المعرض واقبالهم علي الشراء كل الاصوات التي استهدفت منعهم من الاستمتاع بهذا العرس الثقافي. بل انهم تغافلوا ايضا عن سوء التنظيم في بعض دور النشر وبعثرة الكتب علي الارض وعلي الارفف وربما ايضا انخفاض مستوي النظافة في بعض الاماكن. كما لم تتهاون العلاقات العامة بهيئة الكتاب عن دورها في استقبال الزائرين واتاح المركز الصحفي بالهيئة بالتعاون مع هيئة الاستعلامات كل الخدمات التي احتاجاها الصحفيون لتغطية عملهم.