شهد معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين حضورا كبيرا للنساء مقارنة بالرجال واقبالهن على شراء الكتب اكثر من الرجال خصوصا في مجال الرواية والكتابات الادبية. واكدت اماراتيات من رواد المعرض وناشرون مشاركون في فعالياته التي انتهت الثلاثاء هذا الامر. فاشارت الصحافية في وكالة انباء الامارات احسان المسيري الى ان "النساء في الامارات اكثر اقبالا على القراءة وعلى اقتناء الكتب من الرجل. كذلك اقبال المرأة على التعلم يتجاوز اقبال الرجال عليه". وتابعت "تشير الاحصائيات التي تنشرها الدولة الى ان 70 % من طلاب الجامعات هن من الفتيات (..) والكثيرات منهن بدأن يقبلن على الدراسات العليا بشكل كبير ومتفوق كثيرا عن الرجل". واعتبرت ان توجه المرأة الاماراتية اتجاه نحو التعلم "خلق لديها نزوعا واتجاها للثقافة والقراءة بشكل واسع حتى عند النساء اللواتي اصبحن سيدات اعمال فهن لا يهملن واجباتهن المنزلة والعملية ولا يهملن ايضا القراءة". واكدت الناشرة اللبنانية رنا ادريس من دار الاداب ان "اكثر من 80 % من مبيعاتي كانت لنساء من الامارات وان نسبة الرجال الاماراتيين من ال 20 في المئة الباقية كانت ايضا قليلة مقارنة بالرجال العرب المقيمين في الامارات العربية". وتجاوز صاحب دار مؤسسة العربي للدراسات والنشر ماهر الكيالي هذه الارقام الى الجغرافيا مشيرا الى ان "هذه الظاهرة لا تتعلق في الامارات لوحدها فقد لاحظت ان ذلك ينطبق على اكثر من دولة في الخليج العربي مثل السعودية وقطر والبحرين والكويت. فالنساء اكثر اقبالا على القراءة وشراء الكتب في هذه المعارض كلها". واعادت سيدة من رواد المعرض اسباب هذه الظاهرة الى "اتجاه الرجال الى عالم الاعمال على حساب العالم الثقافي وطبعا هناك نساء يفعلن ذلك ايضا الا انهن يمتلكن القدرة على تنظيم الوقت. فانا اعمل في وظيفة حكومية وفي الوقت نفسه اتولى مسؤولياتي المنزلية واقرأ ما يقارب الثلاثة كتب شهريا". واوضحت ان "قراءتي متنوعة بين الادب والقانون والفلسفة والطبخ والسياسة فانا احاول ان الم بالكثير قدر استطاعتي من الثقافة المتاحة امامي". من جهتها تعيد احسان المسيري اسباب هذه الظاهرة الى ان "الجمعيات واتحاد المرأة وجمعية نهضة المرأة الظبيانية اسهمت الى حد كبير في خلق هذه التوجهات بعد ان تم القضاء الى حد كبير على الامية بين النساء بفضل هذه الجمعيات". واعادت الاديبة والمدرسة الجامعية فاطمة المزروعي هذه الظاهرة الى ان "نسبة الاناث اكبر من نسبة الذكور في المجتمع وان تواجد النساء الكثيف في المعرض يعود الى الاجازة المدرسية وان المعرض اصبح ظاهرة اجتماعية تشد النساء للحضور مع ابنائها اكثر من مرة الى المعرض". واعتبرت ان "تراجع الحضور الرجولي في المعرض يعود الى الانشغالات الكثيرة التي يتطلبها العمل من الرجل في فترة الدوام الصباحي وفترة الدوام المسائي مما لا يتيح له الفرصة للحضور". واوضحت المزروعي ان "الحضور الابداعي للمراءة في كتابة القصص والروايات اكثر من الرجال في الامارات يدفعها ايضا للمشاركة في فعاليات المعرض الا ان الرجال اكثر من النساء في مجالات الشعر وقد تجد وجودهم في الامسيات الشعرية والبرامج الشعرية اكبر". وقالت الناشرة ادريس "لاحظت ان عددا من النساء يأتي طالبا مجموعة من الكتب ويأخذن كميات منها لانهن كما فهمت مجموعات من النساء يقران الكتاب نفسه ويقمن بمناقشته في صالونات ادبية منزلية".