ينتظر أهالي الأقصر استقرار الأوضاع بفارغ الصبر بعد المشاركة الشعبية في الاستفتاء علي الدستور متوقعين أن ينعكس ذلك علي تحسن مناخ الاستثمار وارتفاع معدلات التنمية وعودة نسبة الاشغال السياحي إلي معدلاتها. مما يبشر بمستقبل واعد بمصر. وما بين الأمل والانتظار يطمح الأقصريون في ثقة المستثمرين العرب والأجانب لمد بصرهم إلي الأقصر. يقول عبدالموجود منشاوي الشهير ب"آدم عطيتو" أحد المستثمرين ورجال الأعمال بالأقصر انه بعد 25 يناير وما تبعها من أحداث هرب المستثمرين من مصر خوفاً علي استثماراتهم وبحثاً عن مناخ أن بعد تعرضهم للخسارة وفي فترة حكم الاخوان وما تبعها من أحداث لم يخاطر المستثمرون بأموالهم وفضلوا توجيه استثماراتهم وأموالهم لدول اخري اكثر اماناً واستقراراً وهو ما جعله ينأي عن الاستثمار بالأقصر مؤكدا أنه حصل علي 100 فدان استصلاح زراعي في الظهير الصحراوي بمنطقة الحبيل شمال الأقصر منذ عهد المحافظ الأسبق الدكتور سمير فرج ورغم المعاناة الشديدة في استخراج الأوراق القانونية اللازمة وتوصيل المرافق إلي الأرض إلا أنه تمكن من زراعتها بفاكهة موسمية وموالح وساهم في تشغيل العشرات من شباب الأقصر الذين يعانون البطالة وفوجيء بعد الثورة بعدة قرارات غير مدروسة كادت تتسبب في ضياع الأرض وما انفقه عليها ليصبح هباء منثوراً لولا قيامه بتقديم الأوراق القانونية التي تثبت صحة موقفه واستحقاقه لزراعة واستصلاح الأرض مشيراً إلي أن التعقيدات الروتينية هي أكبر حائل يقف حجر عثرة امام الاستثمار في مصر مطالباً المسئولين بتقديم تيسيرات وتسهيلات امامهم لتوفير مناخ جاذب لرجال الأعمال. شدد أسعد مصطفي عضو محلي سابق علي ضرورة الاتجاه للاستثمار وانشاء مصانع للشباب واستغلال المساحات الشاسعة من الأراضي املاك الدولة لاقامة منشأت حديثة ومجتمعات عمرانية جديدة مشيراً إلي أنه لا بديل عن الاستثمار لتحقيق تنمية حقيقية علي أرض الأقصر التي لا تعرف سوي صناعة السياحة التي إن توقفت توقف معها كل شيء. أوضح أن نسبة البطالة أعلي ما تكون في الأقصر حيث يعمل معظم أهلها بالفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية ولا يوجد مصنع كبير لاستيعاب طاقات الشباب المتفجرة بالأقصر لافتاً إلي أنهم كثيراً ما طالبوا باقامة مشروعات حكومية لتشغيل الشباب العاطل عن العمل بدلاً من الاعتماد علي المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في المجال السياحي فقط للحصول ربح سريع ودخل عال.. طالب جمال عبدالصادق وكيل المجلس المحلي السابق بضرورة استغلال المناطق الصناعية في الاقصر وانشاء مصانع كبيرة لاستيعاب الطاقات الهائلة للشباب بالمحافظة بها ووضع خطة استثمارية طموحة تسعي لتشغيل الآلاف من ابناء الأقصر. واكد أهمية تفعيل دور الصندوق الوطني لتنمية المجتمع التابع للحكومة للحد من الأزمة عن طريق تقديم قروض ومشروعات متناهية الصغر بالاضافة إلي خلق بدائل للسياحة واستغلال الظهير الصحراوي للمحافظة بإنشاء مشاريع ومناطق زراعية وصناعية. كشف رشدي عرنوط نقيب الفلاحين بالأقصر عنع حجم الانتاج المتوافر من الخضر والفاكهة من الأقصر لاشتهار مدنها وقراها بالزراعة خاصة مدينة اسنا التي تمتاز بزراعة وجودة الطماطم والموز بالاضافة إلي محصول قصب السكر والقمح مشيراً إلي أن الأقصر بحاجة لمصانع تعتمد علي الانتاج الزراعي كمصانع الصلصة أو العسل لتنويع مصادر الدخل لابنائها الذين يعتمد أكثر من 90% منهم علي السياحة كمصدر رئيسي للدخل. اما زكريا سيد أحمد مدير عام الاستثمار السابق بالاقصر فأكد أن الحل الأمثل لاستغلال موارد المحافظة يتمثل في استغلال المناطق الصناعية وجذب مستثمرين لها بجانب عدم اغفال المجال السياحي والعمل علي تطويره مؤكداً أن الاقصر بها ثلاث مناطق صناعية كبيرة الأولي منطقة طيبة الصناعية بمساحة 120 فداناً والثانية المنطقة الصناعية بالبغدادي بمساحة 220 فداناً والثالثة منطقة أرمنت واسنا الصناعية علي طريق الرزيقات الوادي الجديد علي مساحة 980 فداناً. مشدداً علي ضرورة تسويق المناطقة الثلاث في كافة المنتديات والمحافل الخاصة بالاستثمار ورجال الأعمال لاظهار نقاط القوة في المحافظة بما يجذب المستثمرين ورجال الأعمال إليها. اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر قال أن المحافظة بها ثلاث مناطق صناعية و8 مصانع متنوعة ما بين طماطم وتجفيف وتعليب الفواكه والخضروات بالاضافة للمشاريع الزراعية. وأعلن عن تخصيص نحو 20 مليون جنيه لتوفيق المنطقة الصناعية بالبغدادي والتي تبلغ مساحتها220 فداناً.