لم يقف الطيران المدني المصري موقف المتفرج من المتغيرات والتطورات التي طرأت علي صناعة النقل الجوي بل سارع بادخال العديد من القرارات التنظيمية التي تهدف إلي تشجيع زيادة حركة السياحة الوافدة إلي مصر لزيادة الدخل القومي حيث تم السماح للطيران العارض منذ عام 1996 المنطلق من أي مدينة أجنبية بالهبوط في جميع المطارات المدنية في مصر بلا أي قيد فيما عدا مطار القاهرة الدولي ويجوز للطيران العارض "الشارتر" الهبوط في مطار القاهرة ناقلا نفس المجموعة السياحية من مدينة الهبوط الأولي في مصر في طريق العودة إلي مدينة المنبع كما يسمح للطيران العارض بالهبوط بمطار القاهرة إذا كانت رحلاته من مدن لا تخدمها مصر للطيران. وفي عام 1992 ظهرت سياسات الأجواء المفتوحة كأحد الأركان الرئيسية في استراتيجية النقل الجوي التي أعلنتها حكومة الولاياتالمتحدة والتي بمقتضاها يجب علي الحكومة أن تسعي بكل قوة لتوقيع اتفاقيات نقل جوي مع أكبر عدد ممكن من الدول. لا أحد ينكر أن فتح السماوات يشجع علي توسعة المطارات وإنشاء مطارات جديدة وهو ما يفيد الاقتصاد القومي والحقائق تؤكد إن تأجيل الدخول في اتفاقيات السماوات المفتوحة لن يحسن الأداء في شركات الطيران الوطنية وأن دخولها معترك المنافسة الحقيقي هو الذي سيزيد كفاءتها ويحسن إدارتها وإذا لم تكن شركة طيران وطنية ما قادرة علي المنافسة فإن تكوين شركة جديدة قادرة وقوية يكون هو الحل الأمثل. والحقيقة التي لا تقبل المغالطة أن جميع مطارات مصر و عددها 23 مطارا تم تحرير الأجواء بها باستثناء مطار القاهرة الذي يتم تحريره تدريجيا ولكن وزير السياحة هشام زعزوع لا يعجبه ذلك ويتمسك بفتح السماوات أمام كافة شركات الطيران في مطار القاهرة بدعوي أن الحركة السياحية لن ترتفع إلا بتحرير الأجواء في مطار القاهرة وحمل مسئولية انخفاض الحركة إلي وزارة الطيران المدني دون أن يلتفت إلي أن هناك 22 مطارا متاحة أمام شركات الطيران. الاتهام باطل شكلا وموضوعا وهو مسلسل متكرر من وزير السياحة بدأه في وزارة الاخواني هشام قنديل ولازال مستمرا في وزارة د.حازم الببلاوي. نسي الوزير أنه كان أكثر المتحمسين للسياحة الايرانية وانها ستحقق رواجا يصل إلي 10 ملايين سائح إيراني سنويا اضافة إلي الاعلان عن حجم الحركة السياحية بأرقام لا تمت للحقيقة بأي صلة وعندما أيقن الوزير قرب نهاية زمن جماعة الاخوان قفز من السفينة قبل أن تغرق بمن عليها فكانت الجائزة الكبري استمراره في وزارة د.حازم الببلاوي بعد سقوط الاخوان.. وها هو يظهر من جديد لمعاداة وزارة الطيران وبدلا من أن يلتفت لتنمية الحركة السياحية يحمل الطيران مسئولية انخفاضها وهذا يجافي الحقيقة. يا سيادة الوزير مطار القاهرة مفتوح علي مصراعيه أمام كافة شركات الطيران العارض التي تقل سياحا حقيقيين يضافوا إلي احصائية وزارة السياحة التي يتم الاعلان عنها بمصداقية شديدة ونذكرك بأن الهجوم علي وزارة الطيران في مدينة الأقصر كان أمرا لا يجوز. ان مصر للطيران هي الشركة الوطنية صاحبة التاريخ والريادة والخبرة وعلينا جميعا أن نحافظ علي هذا الكيان الاقتصادي الذي يعمل بداخله أكثر من 33 ألف عامل يؤدون عملهم علي أكمل وجه ينافسون في سوق النقل الجوي أمام شركات عربية تساندها حكوماتها وتغدق عليها الأموال بلا حساب بينما مصر للطيران لا تتلقي دعما من الحكومة التي أنت أحد عناصرها وتسدد الضرائب وبدلامن أن نساندها ونقف بجانبها في محنتها بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد نعمل علي زيادة أزمتها وتشريد العاملين بها. نحن نعشق مصر للطيران لكن عشقنا لمصر لا يضاهيه أحد لكن علينا أن ننتبه للخطر الذي يحيط بنا من دول الجوار الذين يملكون الذهب الأسود وخزائنهم مملوءة بكل العملات وأبصارهم مصوبة إلي مصر ويريدون أن يستحوذوا علي الحركة الركابية وهذه هي مآربهم ونحن الآن نحقق لهم آمالهم التي رفضها جميع الوزراء السابقين للطيران. علي العموم أثبتت الأيام أن وزارة الطيران نجاحها في استقلالها والدليل علي ذلك الانجازات التي تحققت أما عندما كانت تابعة سواء لوزارة السياحة أو وزارة النقل في عهود سابقة لم تتقدم خطوة للأمام وكانت قاب قوسين أو أدني من الانهيار. وهنا أعتقد أن الرسالة وصلت.