بعد تسعة أيام من اختطاف النقابيين الثلاثة ممدوح المحمدي رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة وممدوح رياض الأمين العام للنقابة ومحمد الجندي وكيل النقابة ومعهم محمد عيسي مدير المفوضية الجماعية بوزارة القوي العاملة.. تم إطلاق سراح النقابيين الثلاثة بعد 15 كيلو متراً من نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس. "المساء" انتقلت الي منزل كل من ممدوح محمدي وممدوح رياض لتنقل تفاصيل الساعات العصبية التي عاشها المخطوفون. في البداية يقول ممدوح محمدي إنه تم اختطافنا بسبب المؤتمر الذي كنا بصدد تنظيمه لتأييد الدستور بشرم الشيخ.. وقضينا 16 ساعة كاملة معصوبي الأعين داخل السيارة التي تم استخدامها في اختطافنا في الصحراء ولا نعلم أين نحن! وتم الاستيلاء علي جميع متعلقاتنا الشخصية ولن أنسي اشعال النيران في ملابسنا قبل الافراج عنا مما يوضح أن هذه الجماعة "الإرهابية مدربة" علي أعلي مستوي من الناحية الأمنية لأنه باشعال النيران لن تصل أجهزة الأمن لأماكنهم. أضاف محمدي أنه من اللحظات الأولي تم اطلاق النار بطريقة عشوائية علينا ومحاصرتنا ب 3 سيارات من كل الجهات أثناء الخطف وجهوا السلاح نحو رؤوسنا ثم أخذونا الي مكان لا نعلمه تم احتجازنا فيه.. وطالبونا بأرقام تليفونات أسرنا لبدء المفاوضات حول المبالغ المالية المطلوبة للافراج عنا.. وقمنا باعطائهم أرقاماً خاطئة في البداية وعندما اكتشفوا ذلك قاموا برفع السلاح مرة أخري وصوبوه علي رأسي.. ولذلك قمنا باعطائهم أرقام التليفونات الخاصة بأسرنا وكان أول اتصال أجروه بأسرتي وتحدثت إليهم قليلاً وكنت رافضاً في كل الأحوال نظام المقايضة وتنفيذ ما طلبوه منا. أضاف أن الخاطفين ينتمون لبدو من غزة "علي حد قولهم".. مشيراً الي أنهم واجهوا اتهامات بسبب دعمهم للدستور بالكفر والانقلاب علي الشرعية الدستورية.. كما رددوا عبارات بأن مرسي سيعود 25 يناير القادم وسيخرج من سجنه ليحكم كما حدث لأردوغان في تركيا وأنهم مستعدون لاحداث الفوضي خلال الذكري الثالثة لثورة 25 يناير. التقط أنفاسه وقال لن أنسي أول عبارة قالوها لنا عند استقرارنا وسط الجبال حيث قالوا لنا "أهلاً بكم في إسرائيل" وجهزوا أنفسكم للبيع لشيوخ القبائل و لأنصار بيت المقدس. تساءل كيف يدعون أنهم جماعات دينية ويمارسون الإرهاب بهذه الصورة البشعة من خطف وترويع وتهديد وابتزاز مادي.. خاصة أنهم طلبوا فدية من أسرهم 5 ملايين جنيه عن كل شخص من أول مكالمة هاتفية وواصلوا المساومات مع أسرنا حتي حصلوا علي 452 ألف جنيه للافراج عنا.. وفي المقابل رفضوا تحرير الزميل محمد عيسي لعجز أهله عن استيفاء المبلغ المطلوب وهو 150 ألف جنيه.. مؤكداً أن هناك مفاوضات لتحريره الآن ولم يشر الي أطراف المفاوضين. أكد أن الحادث سياسي في الأصل والهدف منه توصيل رسالة الي العالم مفادها أن السياحة في مصر غير آمنة.. خاصة أنها من أهم القطاعات وهي قاطرة الاقتصاد القومي ويستفيد منها بشكل مباشر أكثر من 4 ملايين عامل و14 مليوناً بشكل غير مباشر. امتنع عن الادلاء بأوصاف الخاطفين وشدد علي أنهم كنقابة مستمرون في عقد المؤتمرات ودعم خارطة الطريق دون خوف ولن يثنينا الحادث الإرهابي. بينما قال ممدوح رياض الأمين العام للنقابة رغم إعيائه الشديد الذي منعه من التواصل الكامل معنا.. إن سعادتهم لن تكتمل إلا بالافراج عن الزميل الرابع.. طالب النقابيان المحرران القوات المسلحة والشرطة بالاستمرار في أداء دورهما في تأمين البلاد والحفاظ علي راية مصر مرفوعة. يذكر أن أسر المختطفين هم الذين قادوا المفاوضات مع الخاطفين دون تدخل من الأمن خوفاً علي أرواح ذويهم ولكن الجهات الأمنية كانت علي علم ولم تتدخل احتراماً لرأي الأهالي بعد أن تلقوا تهديداً بذبحهم لو تم ابلاغ أي جهة أمنية بأي معلومة أو تحرك. من جانبه دعا عبدالفتاح إبراهيم رئيس الاتحاد العام لنقابات مصر في اجتماعه أمس مع مجلس إدارة الاتحاد ورؤساء النقابات العامة الي ضرورة سداد المبالغ التي دفعتها أسر النقابيين المحررين ولاقت هذه الدعوة استحساناً من النقابيين. أكدت هالة عبدالعال زوجة القيادي العمالي محمد الجندي أحد المحررين أن وزارة القوي العاملة واتحاد العمال والنقابة العامة للسياحة لم تتدخل في الافراج عن المختطفين نهائياً.. موضحة أن أهالي المخطوفين هم الذين دفعوا الفدية وقدرها 452 ألف جنيه بواقع 150 ألف جنيه لكل فرد. أوضحت في اتصال تليفوني ل"المساء" أن الخاطفين رفضوا اطلاق سراح وكيل الوزارة محمد عيسي مقابل 50 ألف جنيه التي عرضها نجله عليهم حين اتصلوا به.. موضحة أنه تم نقله لمكان غير معلوم ولم يتمكن أهله من الاتصال به.