أجبرت الحرب الدائرة رحاها منذ أسابيع في جنوب السودان عشرات الآلاف من المدنيين علي ترك ديارهم والاحتماء في العراء ووسط الأدغال والمستنقعات في ظروف معيشية سيئة للغاية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تحاول جاهدة مساعدة المدنيين الفارين. ولكن الأمر بحاجة لدعم دولي. وأشارت المنظمة إلي أن نحو سبعين ألف مدني فروا من مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي المضطربة إلي ولاية البحيرات. وهم يعيشون ظروفا تكاد تكون كارثية دون طعام أو مأوي أو مياه نقية للشرب. واستمرت المعارك في وقت لم يتم التوصل إلي أي اتفاق في المفاوضات التي بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين حكومة جوبا والمتمردين بقيادة رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان.ويبدو من مسار المفاوضات أن التوصل إلي أي نتائج إيجابية سيحتاج إلي مزيد من الوقت. ميدانيا. أكد كل من الطرفين المتقاتلين وقوع معارك في مدينة بور الاستراتيجية التي يسيطر عليها المتمردون حاليا. يذكر أن الحرب في هذه المدينة كانت سجالا وانتقلت السيطرة عليها ثلاث مرات من طرف إلي آخر. من جهة أخري. تدور معارك أخري في ولاية أعالي النيل النفطية. وادعي المتمردون انشقاق المزيد من المقاتلين عن جيش جنوب السودان وانضمامهم إليهم. وصرح موزس رواي لات الناطق باسم حركة التمرد لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا بأن اقواتنا بصدد التنسيق في ما بينها. مؤكدا أن المتمردين مستعدون للهجوم علي ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وحتي علي العاصمة جوبا. وفي أديس أبابا شدد ناطق آخر باسم المتمردين علي أنهم لن يوقعوا أي اتفاق لوقف إطلاق النار طالما لم تفرج حكومة جوبا عن حلفائهم المعتقلين منذ بداية المعارك. يذكر أن مسألة الإفراج عن معتقلي المتمردين الأحد عشر تعتبر من أهم نقاط المفاوضات التي بدأت الاثنين في العاصمة الإثيوبية. وشدد متحدث آخر عن المتمردين هو يوهانس موسي بوك علي أنه لا بد من الإفراج عن رفاقنا كي يتمكنوا من الذهاب "إلي أديس أبابا" والمشاركة في المباحثات. مضيفا ننتظر الإفراج عن أسرانا. وعندما يفرجون عنهم سنوقع حينها اتفاق وقف اطلاق النار. وتمارس الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيغاد" التي ترعي مفاوضات أديس أبابا- ضغوطا علي حكومة جوبا من أجل الإفراج عن الأحد عشر معتقلا. لكن جوبا ما زالت حتي الآن ترفض ذلك. معتبرة أنه تجب محاكمتهم بشكل عادي. اندلع النزاع بين وحدات في الجيش موالية للرئيس سلفاكير ميارديت وأخري موالية لمشار نائبه المقال. لكن المعارك تفاقمت عندما انضم إلي متمردي مشار ضباط في الجيش ومليشيات قبلية. ويتهم سلفاكير رياك مشار بالقيام بمحاولة انقلاب. لكن الأخير ينفي ذلك. ويتهم بدوره سلفاكير بالسعي إلي تصفية كل خصومه.