بعد كثرة الكوارث التي تشهدها الإسكندرية يوماً بعد الآخر بانهيار العقارات علي سكانها وتنصل جميع الجهات من مسئوليتها عن أرواح الضحايا التي تتزايد يوماً بعد الآخر. نظراً للقرارات الإدارية التي تقوم بها الأحياء والمحافظة لكي تخلي مسئوليتها عن أي حادث. بالاكتفاء بصدور قرار ازالة وإبلاغ سكان العقار الآيل للسقوط بالاخلاء دون توفير البديل ويقوم مسئولو المحليات بإخلاء مسئوليتهم بإقرار السكان إنهم يعيشون بالعقار علي مسئوليتهم الشخصية.. وبسبب هذا الاجراء تضيع أرواح الأبرياء لعدم استطاعتهم توفير المساكن البديلة فضلاً عن تخلي الجهات المسئولة عن توفير المساكن لهم. قامت "المساء" بزيارة أكثر المناطق وأحياء الإسكندرية القديمة والتي يوجد بها الآلاف من العقارات التي صدر لها قرارات ازالة منذ عشرات السنوات دون توفير مساكن بديلة لسكانها الذين عاشوا مهددين لسنوات طويلة بعد أن اضطروا للسكن في عقارات آيلة للسقوط في انتظار انهيار ما بين الحين والآخر. في البداية تقول السيدة نحمده 70 عاماً: أسكن في العقار رقم 6 شارع النجمة باللبان والذي صدر له قرار إزالة منذ أكثر من 20 عاماً وقتها قام أربعة أسر من سكان العقار بإخلاء شققهم خشياً من انهيار العقار ولم يتبق سوي جارة واحدة لي ونعيش فيه طوال هذه الفترة علي مسئوليتنا الشخصية لعدم استطاعتنا توفير المسكن البديل وطوال العشرين عاماً قمنا بالذهاب للمحافظة كثيراً ولكن رد الموظفين بكون "لسه دوركم مجاش". تضيف كريمة السيد 70 سنة والتي تسكن بنفس العقار: أنا سيدة مسنة وعاجزة عن الحركة ولقد ولدت بهذا العقار وورثت هذه الشقة عن والدتي ولا استطيع توفير مسكن آخر. مشيرة إلي أن هذا العقار بدأ يظهر فيه ميل شديد حتي وصلت إلي سقوط الأشياء المعلقة علي الجدران. مطالبة بتوفير مسكن يضمن لها حياة كريمة باقي أيام عمرها. يقول سعد السيد 37 سنة: أعمل بأحد المقاهي الشعبية وأسكن بالعقار رقم 5 بشارع النجمة مع والدي المسن وأختي المطلقة وقد صدر للعقار قرار إزالة منذ أكثر من 6 سنوات ولم يتبق سوي نحن من سكان العقار بعد اخلاء جميع سكانه واستطاعتهم توفير مسكن بديل وطوال هذه الفترة ونحن في انتظار موظف المحافظة لتسليمنا الشقة التي وعدنا بها دون جدوي. تضيف نجية أحمد حسن قائلة: أسكن بالمنزل رقم 24 بحارة النجاة بالعطارين وصدر قرار بإزالة المنزل من 10 سنوات تقريباً ولم يتبق من سكانه سواي وأعيش مع والدتي المسنة والتي لا تستطيع الحركة ولانستطيع توفير المسكن البديل ومازلنا طوال العشر سنوات علي وعد باستلام الشقة الجديدة. يقول محمد ابراهيم محمود 75 سنة معاق بأنه يسكن بالمنزل رقم 34 بحارة القمر والآيل للسقوط مع زوجتي المسنة والذي صدر له قرار إزالة منذ أكثر من 15 عاماً نظراً لتعرضه للإنهيار بين لحظة وأخري وبكوني غير قادر علي العمل فإنني أعيش علي معاش التضامن الاجتماعي الذي أحصل عليه شهرياً. وتقول هدي خلف رجب 50 سنة: أسكن بالمنزل رقم 6 بشارع اسكاروس بالعطارين مع خمسة أسر آخري برغم صدور قرار إزالة للعقار منذ أكثر من 8 سنوات ولكننا لم نجد مسكناً بديلاً في ظل ارتفاع أسعار الشقق. لافتة بأنها تتابع أخبار وكوارث انهيار العقارات بالإسكندرية وتطاردها يومياً كابوس انهيار العقار الذي تسكن به ولكنها تقدمت أكثر من مرة للحصول علي شقة من المحافظة لكن دون جدوي.