تمر غدا -الأربعاء- 18 ديسمبر ذكري رحيل المؤرخ الفني والكاتب الساخر "عبدالله أحمد عبدالله" أو "ميكاماوس" كما اشتهر والذي كان يحرر بابا يوميا في جريدتنا العزيزة الغالية "المساء" بعنوان "أنت تسأل وميكي ماوس يجيب" والذي استمر علي صفحات الجريدة حتي وافته المنية في مثل هذا اليوم منذ 17 عاما.. أتي في عام 1996 وكان له برنامج تليفزيوني يقدمه يوم الجمعة من كل أسبوع بعنوان "نجوم لها تاريخ" يتحدث فيه عن قصص الفنانين المصريين والعرب أبطال الأفلام التي تعرضها الشاشة الصغيرة.. وآخر أعماله الإبداعية 30 حلقة عن الحياة الفنية بالقناة الثالثة. اشتهر عبدالله أحمد عبدالله بلباقته وخفة ظله عندما كان يحكي ذكرياته الطريفة عن أهل الفن الذين صاحبهم طوال رحلته الممتدة منذ منتصف الثلاثينينات وعلي المستوي الشخصي والإنساني كان بشوشا.. متواضعا جدا ومجاملا.. ذا حضور وقدرة فائقة علي الإضحاك. ولد كاتبنا الراحل في العاشر من أكتوبر عام 1919 بشارع باب البحر في حي باب الشعرية بالقاهرة.. بدأ حياته الفنية في النشاط المدرسي ودعا في عام 1936 وهو طالب إلي عقد أول مؤتمر سينمائي مصري وكان عمره لم يتجاوز السابعة عشرة.. عقد المؤتمر في 14 يناير بحديقة الأزبكية في العتبة.. وانتخب سكرتيرا عاما لهذا المؤتمر.. عمل بالصحافة متنقلا في عشرات الصحف والمجلات إلي أن استقر في مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر.. في جريدة الجمهورية ثم انتقل إلي المساء. أطلق عليه لقب "ميكي ماوس" عام 1938 حيث كان يعمل بجريدة "الحديقة والمنزل" وقدم له رئيسها رسما كاريكاتيريا لشخصية ميكي ماوس منشورا في مجلة "لايفان الفرنسية وطلب منه كتابة زجل عنه.. وعندما كتبه اقترح عليه أن يوقع باسم "ميكي ماوس".. واستمر يحمل هذا اللقب حتي رحيله. إلي جانب الصحافة ألف عبدالله أحمد عبدالله الأغنيات مثل: علي فكرة إزيهم. والحلو أبوشامة علي جبينه لمحمد قنديل. وعاملي مش واخد باله. والوله جه لشريفة فاضل.. وفي مجال الإذاعة كتب مئات البرامج والتمثيليات وكتب أول أوبريت للشاشة الصغيرة بعنوان "عويس ومسعده" وعشرات السيناريوهات للأفلام السينمائية.. وأصدر حوالي 30 كتابا عن نجوم الفن وهو أول من أدخل فكرة حملات التسويق التجاري للفيلم المصري.. وأحد خمسة مؤسسين لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقي والتي صار رئيسا لها عامي 56 و1957 ويرجع إليه الفضل في اكتشاف أنيس عبيد مترجم الأفلام إلي جانب اكتشاف العديد من المؤلفين والملحنين ونجوم الغناء والتمثيل. نال عبدالله أحمد عبدالله تكريما وجوائز عديدة من جمعيات ومهرجانات فنية عديدة وكرمته جريدة "المساء" في أمسية شهدها مئات النقاد والقراء.. والذي يجب معرفته عنه أنه دخل السجن أكثر من مرة قبل ثورة يوليو عام 1952 في حركة الكفاح الوطني ورفض عدة عروض من الخارج لإصدار مجلة "البعكوكة" بعد توقفها في القاهرة نتيجة خسائرها الفادحة وبعض هذه العروض كانت من إسرائيل وقد رفضها تماما وبشدة.