أحداث ساخنة شهدتها أولي جلسات محاكمة 62 متهما في أحداث الأزبكية رغم خلو قائمة المتهمين من أي من قيادات جماعة الإخوان المسلمين "علي غير العادة" في معظم المحاكمات إلا من محمد بدر مصور قناة الجزيرة القطرية. بدأت الأحداث الساخنة بهتافات مدوية داخل قاعة معهد أمناء الشرطة بطرة والذي قسمته أجهزة الأمن إلي ثلاث غرف منفصلة نددوا فيها بما أسموه حكم العسكر وأشار معظمهم باشارة "رابعة" إلي جانب هتافات "الله أكبر.. وتحيا مصر" وغنوا نشيد "بلادي بلادي" ورددوا "ثورة ثورة حتي النصر.. مرسي هيرجع يحكم مصر".. هذه الهتافات أثارت حفيظة أحد دفاع المتهمين وهو المحامي محمد صلاح حسن شقيق المتهم أحمد صلاح والذي ردد عليهم غاضبا.. انتم مسجلون شغب وسرقة "حرام عليكم.. في ناس هتنظلم معاكم" مما أثار المتهمين داخل القفص وأنهالوا عليه بالسباب واتهموه بالخيانة والعمالة ورددوا قاتل قاتل.. بره بره.."!! قاطع المتهمون النيابة ثلاث مرات أثناء تلاوتها أمر بالإحالة وسرد الاتهامات الموجهة لهم وهي 10 اتهامات واتهموها بالكذب والتضليل ورددوا هتاف "حسبنا الله ونعم الوكيل" مما اضطر المحكمة إلي مطالبتهم بالهدوء لأن النيابة تؤدي دورها وحتي يحصل كل صاحب حق علي حقه وان المحكمة مكان لارساء العدالة وليست مسرحا للتظاهر..!! الغريب أن من بين المتهمين اثنين أحدهما من الجبهة الاشتراكية والثاني من حركة تمرد بمدينة نصر وهما أحمد مندور وجهاد نجيب وهما من المساندين لثورة 30 يونيو ولم يعرف أحد ذلك سوي مشاهدة الحضور للمحامي الشهير خالد علي المرشح السابق للرئاسة والمساند أيضا ب 30 يونيو وأكد أنه حضر للدفاع عنهما واستشاط غضبا عندما علم أن أحد المواقع الاخبارية نشرت خبرا عن حضوره للدفاع عن الاخوان مما جعله يدافع عن نفسه بشدة مؤكدا انه حضر للدفاع عن المتهم مندور عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونجيب العضو بالحزب ايضا وعضو حركة تمرد بمدينة نصر وليس له علاقة بباقي المتهمين. كانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد فتحي صادق وعضوية المستشارين خليل عمر وعبدالغفار جاد الله وأمانة سر محمد سليمان رجب ورفاعي فهمي رفاعي وحسام كمال احمد قد بدأت جلستها في الحادية عشرة والربع وسط إجراءات أمنية مشددة خارج وداخل معهد الامناء باشراف اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة واللواء خالد يوسف مدير قطاع جنوب والعميد سيد سليمان والنقيبين محمد رمضان قريش ومحمد صلاح البنجاوي. واستقبل المتهمون هيئة المحكمة بهتاف "لا إله إلا الله إن في مصر قضاة لا يخشون إلا الله" فطالبهم رئيس المحكمة بالهدوء قائلا ان كل شخص سيأخذ حقه. أثبتت المحكمة حضور المتهمين ال 62 في القضية ثم طلبت من النيابة تلاوة أمر الاحالة والتي أسندت للمتهمين 10 اتهامات التجمهر والشروع في القتل وحيازة اسلحة واستعراض القوي واتلاف ممتلكات عامة وخاصة وقطع الطريق وحيازة مواد مفرقعة وتعطيل وسائل النقل الا ان المتهمين قاطعوها متهمين النيابة بالكذب ورددوا "باطل.. باطل" حسبنا الله ونعم الوكيل مما جعل المحكمة تطالبهم بالهدوء والتزام الصبر وأن المحكمة ليست ساحة للتظاهر وأن النيابة العامة تقوم بدورها مما اضطر الدفاع إلي الاعتذار لاعضاء النيابة العامة عما بدر من موكليهم. واجهت المحكمة المتهمين فأنكروا جميع الاتهامات ثم طلب دفاع المتهمين الاستغناء عن سماع شهود الاثبات ثم اختلفوا بينهم بالنسبة لهذا الطلب فمنهم من تمسك بالاستغناء وآخرون صمموا علي الاستماع إلي أقوالهم مما جعل المحكمة تحسم الامر بقرارها باستدعاء جميع الشهود لسماعهم بجلسة 5 يناير القادم وحددت جلسة 6 يناير لمشاهدة وسماع الشرائط والسيديهات المبرمجة وكلفت النيابة باحضار الاجهزة الفنية اللازمة لذلك ومن المنتظر ان تستمع الي مرافعة الدفاع بجلسة 9 يناير القادم واستجاب المحكمة لطلب الدفاع بتخفيض قيمة رسوم تصوير أوراق القضية من 5 آلاف جنيه الي 500 جنيه فقط بينما لم تستجب لطلب إخلاء سبيل المتهمين. قال شعبان حسين محامي محمد بدر مصور الجزيرة ان موكله له موقع فريد في الدعوي فهو مصور صحفي ويؤدي واجبه المهني وصمم علي إخلاء سبيله لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي. قال المحامي محمد صلاح إن الأوراق تثبت بالفعل أن هناك 7 من المتهمين المحبوسين مسجلين مخدرات وسرقة بالإكراه ولا علاقة لشقيقه المتهم بجماعة الإخوان فوالده ضابط ووالدته من رموز الحزب الوطني المنحل وان هذه الهتافات تضر بمصلحة الابرياء منهم. تطوع ناصر أحمد فايد المحامي بالاشتراك مع محمد الدماطي وأسامة الحلو بالدفاع عن 14 متهما من الاخوان ليس لديهم محامين واثبت حضوره نيابة عن الدماطي والحلو بينما حضر 45 محاميا عن باقي المتهمين ال .62 حضرت بعض أسر المتهمين ومنها والدة السوري بثينة نذير شغل التي قالت ان نجلها يعاني من اعاقة حركية ومسجل لاجيء بمصر وأنه تم القبض عليه بصورة عشوائية اثناء عودته من عمله وحضرت ايضا سميحة السيد والدة المتهم اسامة عرفة حسين والتي ظلت تبكي مشيرة إلي ان نجلها يعمل مكوجي وليس له في السياسة.. وقال عبدالرحمن ابراهيم الشيخ والد المتهم ابراهيم ان نجله طالب بكلية الصيدلة ولا ينتمي لأي تيار سياسي أو ديني ولا علاقة له بالاحداث وأشار إلي أن ما فعله بعض المتهمين داخل القفص من هتافات ضد النيابة والقوات المسلحة صدر من قلة من المتهمين المنتمين لجماعة الإخوان.