ضجيج بلا طحن.. هذا أفضل وصف لما يحدث في الحياة السياسية في الفترة الأخيرة» فرغم اعلان عدد كبير من السياسيين عن انشاء أحزاب جديدة بعد تغيير قانون الأحزاب بما يسمح بإنشائها عن طريق الإخطار. وانشاء لجنة قضائية لهذا الغرض بدلاً من اللجنة الحكومية التي كانت تسمي بلجنة شئون الأحزاب أو لجنة صفوت الشريف. إلا أن المفاجأة أن لجنة الأحزاب التي بدأت عملها الثلاثاء الماضي لم تتلق أي إخطار للحصول علي الموافقة لإنشاء أحزاب. الشروط التي نص عليها قانون الأحزاب الجديد أهم الأسباب وراء تأخر الأحزاب في التقدم. فهناك أكثر من 50 حزباً تم الاعلان عن انشائها إلا أن وكلاء مؤسسيها لم يستطيعوا جمع التوكيلات المطلوبة والبالغة 5000 توكيل من عشر محافظات حتي الآن ويجدون صعوبة شديدة في الحصول علي التوكيلات. ولا يقتصر الأمر علي الأعباء السياسية المطلوبة لجمعها. وإنما هناك أعباء مادية» فبجانب مصروفات الانتقال بين المحافظات لجمع المؤسسين هناك رسوم الحصول علي التوكيل من الشهر العقاري وتبلغ 35 جنيهاً للتوكيل الواحد. وتم الاتفاق مع وزارة العدل علي أن يسمح لمؤسسي الأحزاب باستخراج توكيل واحد لثلاثة أفراد لتخفيض المصروفات إلا أن مؤسسي الأحزاب يرون أن مصروفات التوكيلات لاتزال مرتفعة. ولن تقل في جميع الحالات عن 75 ألف جنيه. بجانب هذه المصروفات. هناك أعباء مادية أخري تعوق التقدم لإنشاء أحزاب تتعلق بتكاليف الإعلان عن أسماء المؤسسين في صفحتين يوميتين. كما ينص قانون الأحزاب. الغريب ان هذه المعوقات لم تقف حائلاً أمام تقدم السياسيين المستقلين بأوراق أحزابهم فقط. بل أيضا أمام قوي سياسية لها ثقل كبير في الحياة السياسية في مقدمتها الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والطرق الصوفية وأيضاً السلفيين. يصاحب ذلك ظاهرة أخري يمكن أن نطلق عليها ظاهرة الفشر الحزبي. فكل الأحزاب تحت التأسيس تزعم بلا استثناء أنها تمكنت من جمع آلاف التوكيلات. ومئات الآلاف عبر الفيس بوك وشبكة المعلومات الدولية والانترنت عموماً. وهناك عدد من الأحزاب انشقت عن الحزب الوطني. فقد تردد ان د. حسام بدراوي القيادي بالحزب سابقاً يعد لتشكيل حزب 25 يناير إلا انه يجد معارضة شديدة لإنشاء حزب يحمل هذا الاسم. وهناك مجموعة من شباب الوطني يعدون لتأسيس حزب التحرير. الأمر الذي يسوف يصعب من قدرة طلعت السادات رئيس الحزب الوطني "المنحل" علي جمع التوكيلات المطلوبة. قال نبيل لوقا بباوي القيادي في الحزب الوطني سابقا ان هناك أكثر من 10 أحزاب ستخرج من رحم الوطني.