* يسأل: عاطف عبدالسميع من محافظة أسيوط: ما معني قول الله تعالي: "وإذ قلتم يا موسي لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون" وهل تأخذ هذه الصاعقة جميع البشر يوم القيامة؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأوقاف: معني هذه الآية انها بيان للنعم التي أنعم الله بها علي بني إسرائيل وأن سيدنا موسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام سأل ربه الرؤية فمنع منها وان الله حين تجلي علي الجبل صعق موسي وقومه السبعين رجلاً قال تعالي: "واختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي" قال بن جرير واصل الصاعقة كل أمر هائل رآه أو عاينه أو أصابه حتي يصير من هوله وعظيم شأنه إلي هلاك وعطب وإلي ذهاب عقل وغمور فهم أو فقد بعض آلات الجسم أو زلزلة أو رجفا ومما يدل علي ان موسي قد يكون مصعوقاً وهو حي غير ميت قول الله عز وجل: "وخر موسي صعقاً" يعني مغشياً عليه فموسي لم يكن حين غشي عليه بسبب الصاعقة ميتاً لأن الله عز وجل يقول اخبارا عنه: "فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين" أما الصعقة التي يصعق فيها جميع البشر يوم القيامة. فقد ثبت في الأثر ان الله تعالي يأمر إسرافيل قبيل يوم القيامة أن ينفخ النفخة الأولي قبل يوم القيامة وهي نفخة الفزع وعندها يفزع كل من في السماوات والأرض إلامن شاء الله.. قال تعالي: "ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل اتوه داخرين" ثم تكون النفخة الثانية وهي نفخة الصعق وعندما يموت كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله .. قال الله تعالي: "ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله" ومعني ذلك انه يموت كل من في السماوات وكل من في الأرض إلا ما شاء الله فيبقيه وذلك من الملائكة أو من الإنس والجن والحيوان وبقية الأحياء فمن استثناهم الله تعالي في قوله: "إلا من شاء الله". ثم تكون النفخة الثالثة بعد سنة أو أربعين يوما علي اختلاف الروايات وهي نفخة البعث وبها تحيا المخلوقات قال تعالي: "ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون" وفي هذه النفخة يأمر الله الأرواح فتوضع في ثقب الصور ثم ينفخ إسرافيل فيه بعد ما تنبت الأجساد في قبورها وأماكنها فإذا نفخ فيه الصور طارت الأرواح فتتوج أرواح المؤمنين نوراً. وأرواح الكافرين ظلمة. * يسأل سعيد المنوفي رجل أعمال بأرض اللواء: ما حكم ترتيب الآيات وسور القرآن الكريم؟ ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء الأوقاف: جاء في الاتفاق للإمام السيوطي ان الاجماع منعقد علي أن ترتيب الآيات في السور توقيفي وقد نقل الاجماع عليه غير واحد منهم الزركشي في البرهان وأبو جعفر في مناسباته وعباراته: "وترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلي الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين". وعن ابن عباس فيما أخرجه عنه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم انه سأل عثمان عن ترتيب الأنفال والتوبة. فأجابه عثمان بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت تنزل عليه السورة ذات العدد. فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب فيقول: "صفوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وعن عثمان بن أبي العاص قال: "كنت جالساً عند رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا شخص ببصره ثم صوبه ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة "ان الله يأمر بالعدل والإحسان.......... إلي آخر الآية". وأخرج البخاري عن ابن الزبير قال: قلت لعثمان: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً" قد نسختها الآية الأخري فلم نكتبها قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه. وقد ثبت انه عليه الصلاة والسلام قرأ البقرة كلها وآل عمران والنساء وقرأ الأعراف كلها في صلاة المغرب وقرأ "ألم تنزيل" "وهل أتي علي الإنسان" في صبح يوم الجمعة وقرأ "ق" في الخطبة وغير ذلك من السور فدلت قراءاته لها بمشهد من الصحابة علي أن ترتيب الآيات توفيقي وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيباً سهواً النبي يقرأ علي خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر وقال مكي ترتيب الآيات في السور بأمره صلي الله عليه وسلم وقال القاضي أبو بكر: ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم.